عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لوجه الله

لم أكن أستبعد حدوث أشياء مثل (وقوع السيرفر) في المنظومة الإلكترونية للامتحانات.. أمر طبيعي ومتوقع.. وخلل يمكن تجاوزه سريعاً.

أما ذلك السخف والاستهزاء ونبرة الشماتة تجاه أمر لا يعدو مجرد تجربة، هو ما استوقفني بالفعل.. حتى أنني رصدت حالة من الابتهاج لدى بعض المعلمين بما حدث!

الواقع أن هذه التجربة لم تكشف فقط خللاً تقنياً في المنظومة الإلكترونية.. بل كشفت أيضا حجم الخلل في المنظومة ككل.. ومقدار المقاومة الذي تواجهه خطة التطوير.. فنجاح المنظومة الإلكترونية للتعليم والامتحانات يعني هدم امبراطوريات استقرت لعشرات السنين.. فسوق طباعة الكتب المدرسية وغيرها يقدر بالمليارات.. ويمتد للكراسات والأوراق والأدوات المكتبية.. كما أن نجاح التجربة يعني هدماً لبزنس الدروس الخصوصية والذي يقدر أيضا بالمليارات.. أضف إلى ذلك إمبراطورية البيروقراطية والتكلس والفشل التي تقاوم أي تغيير.

من أجل ذلك، أتمنى أن تدرك الحكومة حجم التحدي الذي يواجهه مشروع تطوير التعليم، وتقف خلف وزيرها.

نعم مازال التحول لنظام يعتمد على الفهم بدلا من التلقين حلما يراودنا وهو الأمل الوحيد للنهوض بمصر وإنقاذ الأجيال القادمة.. لذا يجب علينا جميعاً أن نقف خلف الوزير طارق شوقي وندعمه من أجل أبنائنا.. وإن فشلت التجربة مرة واثنتين وعشراً، فلابد أن يكون لدينا إصرار على نجاحها.. هكذا فعل كل من سبق.. ولنتذكر كم تجربة فاشلة وكم بناء مشوه سبق بناء هرم خوفو الذي أبهر وأعجز العالم ليومنا هذا.. لذا أدعو وزير التعليم لإعادة تجربة الامتحان الإلكتروني مرة كل شهر أو أسبوعين فيما تبقى من العام الدراسي، حتى يتم تجاوز العقبات التقنية.

وفي إطار تطوير المناهج أؤكد أن ما بين أيدينا اليوم من مادة علمية ليس بالسوء الذي يصوره البعض.. فأنا اليوم أذاكر لأبنائي في الابتدائي كثيراً مما درسه جيلي في المرحلة الثانوية.. وهذا مؤشر جيد لي على الأقل عن مستوى المناهج.. ولم يتبق غير تطوير معالجتها.. وهو ما تعمل عليه الوزارة الآن.. وعلى ذكر المعالجة، انتجت بعض سلاسل الكتب الخارجية تطبيقات ممتعة للمناهج المدرسية.. فما المانع من الاستفادة من هذه التجربة.. واستبدال الكتب المدرسية بتلك التطبيقات.. سواء أنتجتها الوزارة أو تعاقدت مع منتجيها لتطويرها وجعلها أكثر ثراء وكثافة في كم الأسئلة التفاعلية التي تقدمها للطلاب!.. وهي بالمناسبة ستوفر أيضاً على الدولة المليارات التي تهدر سنوياً في طباعة الكتب وغيرها.

أرفض الفشل.. وأدعو الجميع للوقوف خلف التجربة وعدم السماح بإفشالها.. فالرهان هذه المرة على المستقبل.. وكفانا ما خسرناه في الماضي والحاضر.

[email protected]