رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لم يَكُن مُفاجئًا أن يحظى جاير بولسوناردو، رئيس البرازيل الجديد باستقبالٍ حارٍّ من نظيره دونالد ترامب فى البيت الأبيض أثناء زيارته إلى واشنطن، فالرّجل، بولسوناردو، يُعتبر الرئيس الأمريكيّ أستاذه وقدوته، ويُقلّده فى كُل شَيء ويتبنّى جميع سياساته اليمينيّة العُنصريّة المُتطرّفة، بِما فى ذلك العداء للمُهاجرين، ونقل سفارة بلاده إلى القدس المُحتلّة، وإعلان الحرب على فنزويلا للإطاحة برئيسها المُنتخب نيكولاس مادورو.

بولسونارو يرى إسرائيل دولة سيادية، ويحق لها أن تقرر عاصمتها، والبرازيل بالتالى تتماشى مع رغبة إسرائيل، بل تعدى ذلك إلى الإفصاح عن نيته بنقل السفارة الفلسطينية فى البرازيل إلى مكان جديد بعيدًا عن القصر الرئاسى.. وصال وجال وأظهر صهيونيته بقوله: «على فلسطين أن تكون أولًا دولة، لكى يكون لها حق لسفارة».. هذا هو بولسونارو، المتصهين فكريًا وثقافيًا، والرافض لحق الشعب الفلسطينى فى التحرير والعودة. بولسونارو يبدى دومًا إعجابه الشديد بالحكم الديكتاتورى العسكرى فى بلاده، ويدافع عن تعذيبه للمعارضين اليساريين، وبالتالى هو السائر بخطى ثابتة نحو سحق حقوق الإنسان والحريات المدنية وقمع حرية التعبير، ولمَ لا، وهو أحد حاملى مشعل اليمين المتطرف فى العالم!

بولسوناردو معجب بالرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ويراه النموذج الأمثل المحتذى به إلى حد أنه لا يرى جدوى فى الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية مع كوبا، متهمًا سلطات هذه البلاد بانتهاك حقوق الإنسان، بل هاجم الأطباء الكوبيين الموجودين للعمل فى المناطق الفقيرة والنائية فى البرازيل.

بولسوناردو ذو النزعة المتطرفة تبدو شروره العسكرية الكامنة بداخله، فى مساندته لعمليات القتل خارج القضاء، وكأنه يسير قُدُمًا على خطى الرئيس الفلبينى رودريجو دوتيريتى. بولسوناردو محارب المهاجرين هو نفسه مهاجر تعود جذوره إلى مهاجرين إيطاليين وصلوا إلى البرازيل بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، ما يعنى أنه برجماتى غير متصالح مع نفسه وأصوله، ويفعل أى شىء ليحقق مآربه. بولسوناردو المدَّعى بأنه سيحكم البلاد بالكتاب المقدس والدستور، أعلن قبل ظهور نتائج الانتخابات أنه لن يعترف بنتائج الانتخابات فى حال لم يتم انتخابه، إنه المتعهد بالانسحاب من اتفاقية باريس حول المناخ، والمتعهد بفتح غابة الأمازون أمام الاستغلال التجارى، مشكِّلاً خطرًا على صحة الكرة الأرضية بأكملها. وهو نفس نهج الأمريكى دونالد ترامب الذى لا يعترف بالتغيرات المناخية وخطرها على كوكب الأرض. لذلك أصدر بولسوناردو قرارات بإلغاء معظم الإدارات المعنية بحماية البيئة فى حكومته الجديدة مثل إدارة التغير المناخى بالخارجية البرازيلية رغم تصريحاته التى أكد فيها اهتمامه بحماية البيئة، كما سحب عرض استضافة البرازيل لقمة التغير المناخى المقرر عقدها العام الحالى وتم نقلها إلى شيلى. واختار كبار معاونيه ممن يرفضون الاعتراف بمشكلة الاحتباس الحرارى مثل ايرنستو أروخو وزير الشئون الخارجية الذى يتحدث فى كل مناسبة عن «مبالغات» فى الحديث عن ظاهرة الاحتباس الحرارى لعرقلة نمو الاقتصاد البرازيلى وتم إلغاء ادارتين مختصتين بالتعامل مع التغير المناخى وحماية الغابات فى وزارة البيئة وإدارة أخرى بوزارة العلوم. ويسعى لتخفيف القيود على قطع الأخشاب من غابات الأمازون التى تشكل 59% من مساحة البرازيل. بولسوناردو سيدفع البرازيل دفعًا فى نفق مظلم، وسيحرم الطبقات الفقيرة من المساعدات الاجتماعية، والتربوية، فبرنامجه الاقتصادى يطابق ما حدث فى تشيلى إبان عهد بينوتشى. بولسونارو سيُحدث شرخًا فى المجتمع البرازيلى، وأمريكا اللاتينية والعالم، بما يحمله من ضغائن وحقد، خصوصًا أنه دائمًا وأبدًا يسير ضد الخط الذى سار عليه لولا دى سيلفيا؛ وبذلك يصبح بولسوناردو أحد شياطين اليمين المتطرف المنتشر الآن فى انحاء شتى من المعمورة.