رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

بعد حادث اعتداء أسرة أحد المرضى على الأطباء وهيئة التمريض فى معهد القلب منذ أيام بسبب حدوث مضاعفات لمريض ووفاته، تلقيت هذه الرسالة من الصديق الدكتور محمد نصر جراح القلب الشهير، ونقيب أطباء الجيزة، لأهميتها أنشرها كاملة دون تدخل:

«الكاتب علاء عريبى، تحية طيبة وبعد، أحب أن أستطلع رأى قرائك فيما يقابله الطبيب من مشاكل يومياً، وهذه المشاكل تفرض عليه أن يقرر، وقراره سيتوقف عليه الكثير، إما أن يتهدد مستقبله وسمعته أو ينسحب وربما يموت المريض.

على سبيل المثال، مريض مصاب بضعف فى عضلة القلب، تعمل بنسبة 25%، يعنى حالته خطيرة جداً، المريض يصل المستشفى فى حالة خطرة، ويحتاج لجراحة، وخلال الجراحة أو بعدها ربما تحدث مضاعفات ويتوفى بسبب خطورة حالته، وربما وهو احتمال ضعيف تنجح الجراحة ويمن الله عليه بالشفاء.

هذه الجراحة مكلفة جداً، لأنها تحتاج إلى بلون قبل وبعد الجراحة، ويحتاج لأنبول ليفوسيمندان، وسعر الأنبول الواحد ألف و500 جنيه، وسيبقى فى العناية المركزة بعد الجراحة لفترة، يعنى الجراحة مكلفة جداً.

نحن بالطبع لا نتحدث على تكلفتها، بل على خطورتها، هذا المريض فى حالة خطرة، وربما يتوفى خلال الجراحة أو بعدها، لو كنت طبيباً وأمامك حالة بهذه الخطورة ماذا ستفعل؟، ما هو قرارك؟

قبل أنت تجيب ضع فى اعتبارك، عمرك وخبرتك، ولنفترض أنك فى مقتبل العمر لكنك تمتلك مهارة كبيرة، هل تجرى له الجراحة وتخاطر بمستقبلك؟، الطبيب الشاب يفكر مليون مرة، لأنه لو قدر الله وحدثت مضاعفات وتوفى المريض أثناء الجراحة أو بعدها سوف تؤثر جداً على نفسيته وكذلك مستقبله، وأهل المريض سوف يمسكون فى خناقه، ويتهمونه بالتقصير، أقصد أن تبعات قرارك سوف تؤثر على مستقبلك وعلى سمعتك وأنت فى بداية حياتك، حتى لو صارحت أهل المريض بخطورة حالته، وخطورة الجراحة عليه، وحتى لو وقعوا بتحمل المخاطرة، عندما يتوفى المريض أسرته تحمل الطبيب المسئولية وتتهمه بالتقصير.

بالمناسبة كثير من الأطباء الكبار فى السن مثل حالتى، يترددون فى إجراء هذه الجراحة، نعم المريض فى حالة خطرة، إذا تركته سيتوفى، وإذا أجريت له الجراحة قد تنقذ الجراحة، وربما تحدث مضاعفات بعد الجراحة ويتوفاه الله، لو كنت طبيباً شاباً أو كبيراً قديماً، هل ستجرى الجراحة أو ستترك المريض؟

أنا كجراح قديم أستطيع أن أقدم على هذا النوع من الجراحة لأن لى رصيداً قديماً، وفى نهاية الطريق، إذا حدثت مضاعفات فلن تؤثر كثيراً فى مشوارى، لكن الطبيب الشاب الذى يبنى مستقبله وأمامه العمر، لماذا يخاطر بسمعته؟، حتى مع نجاح الجراحة، رغم كل ما سبق وذكرناه، لن يجد من يشكره.

قصدت من هذه الحكاية أن أضعكم فى الصورة، وأعرفكم صعوبة ما يواجهه الأطباء، كما نطالبكم بأن تساندوا الأطباء فى تشريع مواد قانونية تحمى الطبيب، بدون هذا التشريع سوف يخاف الأطباء من التدخل فى الحالات الخطرة، خوفاً من حدوث مضاعفات، وبالتالى ثورة أهل المريض وتعديهم على الطبيب والتمريض والمستشفى، كما حدث فى معهد القلب منذ أيام، نحن نفعل ما فى وسعنا، ونجازف بسمعتنا ومستقبلنا وتاريخنا لكى ننقذ المريض، لهذا نحتاج دعمكم وثقتكم ومساندتكم، والله هو الشافى فى النهاية.. د. محمد نصر جراح القلب».

[email protected]