عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

عادت الجولان «المُحتلَّة» لدائرة اهتمامات العرب، بعد أنْ كانت نسيًا منسيًا.. أعادها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لسطح الاهتمامات، بعد توقيعه قراراً يعترف بسيادة إسرائيل عليها.. ومن قبل ترامب أعادها لدائرة الاهتمام الدكتور محمود جامع «صديق الرئيس الراحل أنور السادات»، عندما صرح فى نوفمبر عام 2011، أنَّه كان ضمن وفد مصرى زار سوريا عام 1969، بصحبة السادات، وكان وقتها نائبًا للرئيس جمال عبدالناصر، واصطحبه السادات فى زيارة للجولان، وهناك قال له «السادات» سأخصك بسرّ خطير، وأخبره أنَّ هذه الهضبة دفعت فيها إسرائيل مبلغ 100 مليون دولار، بشيك تسلمه حافظ وأخوه رفعت الأسد، وأودع في حساباتهما في أحد بنوك سويسرا، وأنَّ رقم الشيك موجود لدى عبدالناصر في خزانته.. وقد سألت الدكتور «جامع» رحمه الله عن حقيقة ما قاله السادات له، فأكد فى حزم أنَّ هذا ما سمعه بنفسه من السادات.

وليس ما قاله الدكتور «جامع» وحده ما يُشير إلى خيانة أضاعت «الجولان»، ​فضابط المُخابرات السورى فى الجولان الرائد خليل مصطفى سطر كتاباً بعنوان (سقوط الجولان)، أصدره عام 1975، وبسببه اعتقله الرئيس الراحل حافظ الأسد، ووضعه في السجن بسبب الوقائع التي نشرها، ولم يعرف أحدٌ عنه إن كان حيّاً أو ميتاً. ويسرد الكتاب الذى يقع 327 صفحة طريقة سير المعارك منذ صباح الخامس من يونيه عام 1967.

وينشر الكتاب معلومات تفصيلية بالأسماء والأماكن والساعات في كتابه، تكشف أنّه لم تجرَ أية معارك أو مواجهات حقيقية مع الإسرائيليين في الجولان.

ويصف الكتاب سيناريوهات المعارك بـ(خطة الهجوم الكاذبة)، إلى حدّ أنَّ أوامر وزير الدفاع حافظ الأسد كانت مُرتبكة من الهجوم إلى الدفاع إلى الانسحاب جعلت كافة المواقع والوحدات السورية هدفاً للطيران الإسرائيلي، وتركت الأرض عراءً أمام العدو، تغطيها الجثث وهياكل الآليات وحطام الأسلحة.

ويكشف أنّ قائد الجيش اللواء أحمد سويدانى، هرب إلى دمشق تاركًا وحدات الجبهة ووحدات احتياط الجيش دون قيادة، وقائد الجبهة العقيد أحمد المير، فرَّ من الجبهة على ظهر حمار حتى لايصطاده الطيران الإسرائيلي الذى كان يقضي على أى آلية. وصدر بيان من إذاعة حزب البعث في دمشق، يوم السبت العاشر من يونيه، الساعة التاسعة والنصف صباحًا، يُعلِن سقوط القنيطرة بيد قوات العدو.

مما دفع وزير الصحة السورى آنذاك عبدالرحمن الأكتع للاتصال بحافظ الأسد وزير الدفاع وقال له: المعلومات التي وصلتكم غير دقيقة، نحن فى جنوب القنيطرة ولم نرَ جيش العدو، فشتمه الأسد بأقذع الألفاظ.

وعلى أى حال وبصرف النظر عن الاتهامات للرئيس حافظ الأسد بأنه باع الجولان أو فرَّط فيها، فإنها قد ضاعت وصارت منسية، مما شجع ترامب على الاعتراف بسيادة إسرائيل عليها.. وقرار ترامب ليس الأول ولن يكون الأخير فى سلسلة قرارات تضرب العرب على «القفا»، ولن تغير من الواقع على الأرض شيئًا، فالجولان مُحتلة وفلسطين مُحتلة والقُدس مسلوبة ولا ينقصها قرار من ترامب أو غيره.