رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

البعض قد يتصور أن قيام وزير التعليم د. طارق شوقى بامتحان التلاميذ بالكتاب المفتوح، أنه «أعطى القط مفتاح الكرار»، وأن الغش بعون الله «هيبقى للركب»، والولد بدل ما يستدعى ما قرأه واستوعبه من الدروس، هيفتح الكتاب وهينقل منه هو وجميع الأولاد الإجابة النموذجية، يعنى بالصلى على النبى العيال كلها هتجيب «الفول مارك»، واللى تعب وسهر الليالى اتساوى مع التنبل اللى ما بصش فى كتاب.

هذا الكلام قد يكون فى ظاهره صحيحًا، وأن الدنيا هتبقى سداح مداح، والبليد زى الشاطر، والذكى زى الغبى والعياذ بالله، لكن فى رأيي، وعن تجربة شخصية تعود إلى أكثر من أربعين سنة، أقسم بأن أصعب حاجة فى الدنيا إنك تفتح الكتاب وتبحث عن إجابة سؤال، قد يكون الكتاب وسيلة لإجابة الأسئلة المباشرة، مثلا يعنى: ما هى سنة قيام ثورة 1919؟، هل ثورة 19 قامت سنة 19 أو 18 أو 1913؟، لكن من الصعب مع الكتاب لم تقرأه أن تجيب عن سؤال: كيف قامت الثورة؟، ولماذا شارك الفلاحون والعمال والتجار وعامة الشعب فيها؟.

توضيحًا لهذا الرأى نروى لكم واقعة من وقائع عاصرتها بشخصى ولحمى ودمى، جرت أحداثها قبل أكثر من أربعين سنة، كنا نؤدى امتحان الإعدادية (برب اسكول)، المراقب قال: اللى معه كتاب يطلعه، ومش عايز هيصه، وفى ظرف نص ساعة تخلصوا»، ساعتها الدنيا غنت ورقصت، المادة كانت اللغة الإنجليزية، وكنا بننطق الكلمة بالقوة: هــــــــووووإز ...تى ويلف أووووولد، طلعت الكتب، وطلع يا جميل المحيا الإجابة، اللجنة تحولت لمدة ساعة ونصف الساعة إلى مشهد للتهته: إز..شي..أر .. بببو

فى مادة اللغة العربية تكرر الموقف نفسه، طلعت الكتب على الدكك، النحو؟، سيبك منه، ده عايز اللى عارف الفاعل من المفعول، واللى سمع عن كان، وعن أخوات إن، ده غير المبنى للمجهول، والنعت، والمعتل.. نقلنا النصوص الشعرية المطلوبة، ولم نعثر على إجابة لأسئلة القراءة، مر الوقت، وانشغلنا بالبحث، نقلنا بعض المرادفات والإجابات المباشرة، وجميعها لا يصل بدرجاتك إلى الثلث، فى نهاية المتمة تحولت اللجنة إلى هيصة وزمبليطة، أغلب التلاميذ غشوا من الشطار، من سبق وقرأ وفهم وحفظ، وهؤلاء كانوا، بفضل الله، يرجعون إلى الكتاب للتأكد فقط من الإجابة، كانوا يفتحون على الدرس والصفحة، أمثالنا (البلداء) كانوا يقلبون الكتاب من الجلدة للجلدة بحثًا عن الأسئلة غير المباشرة والأسئلة التى تحتاج لاستنتاج أو قياس أو فهم دون جدوى.

الكتاب المفتوح مع أسئلة مبنية على الاستنتاج والقياس والفهم حيلة ماكرة لتمييز التلميذ المجتهد عن اللى مسح التختة.

 

 

[email protected] com