رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

لا أميل لما يردده البعض بأن فكر الإلحاد خاص بالغرب، وأنه يتعاظم بسبب تعقد الحياة العلمية والمادية، الإلحاد ظاهرة إنسانية، عرفها الإنسان عبر رحلته التاريخية، وقد شهدت جميع: البلدان، والجنسيات، واللغات، والطبقات حالات إلحاد، ومن يفتش فى تاريخ المنطقة قبل الهجرة النبوية سيتعثر فى بعض الملحدين، حتى بعد ظهور الإسلام وانتشاره، هناك من رفضوا فكرة الإيمان بنبى وديانة، وهناك من آمنوا خوفاً، وهناك من آمنوا طمعاً، وهناك من آمنوا وارتدوا، وهناك من تمسكوا بإلحادهم.

معظمنا آمن بالوراثة، لم يسأل ولم تتح له حرية المقارنة والاختيار، ولدنا فى بيت مسلم، يهودى، مسيحى، بوذى، صابئى، حكوا لنا منذ الصغر عن ملامح وصفات بعينها لله، حفظونا اسمه وقدراته، صورته فى البيت هى نفسها التى يحكون عنها فى المدرسة والمسجد والمعبد والكنيسة، لم يتوقف أغلبنا أمام ما سمعه وفرض عليه، هذا هو الله، وهذه الديانة هى التى ستجعله يرضى عنا ويدخلنا الجنة.

عندما وضعت صور الآلهة الأخرى على التختة فى المدرسة، واكتشفنا ونحن صغار اختلاف الملامح والصفات والذات، قالوا لنا فى البيت إن إلهنا هو الإله الحق وأن غيره ليس إلهاً، وحذرونا من الالتفات إلى الصور الأخرى.

فى جميع الديانات للإله بيوت خاصة بها، لا تسكنها لكنها ملكه، وفى جميع الديانات أحجار وأشجار ومناطق مقدسة، وفى جميعها الله: يجلس، ويصعد، وينزل، ويسمع، ويرى، ويتكلم، ويعاقب، ويلبى، ويرحم، ويغفر، وينتقم.

أغلبنا بالكاد يؤدى فروض ديانته، وبعضنا يقرأ، وبعضنا يتخصص ويتبحر، وبعضنا يسقط ويتعثر ويلحد، لماذا؟، ما هى أسباب تعثره؟، ما الذى جرفه إلى الإنكار والرفض؟، هل لظروف اقتصادية اجتماعية سياسية؟، هل لعدم قدرته على استيعاب اختلاف صور الله فى الديانات؟، هل بسبب التباس بعض الآيات فى الديانة التى تربى عليها؟، هل لأنه لا يريد أن يتقيد بطقوسه، حرامه وحلاله؟

اعتقد أننا مطالبون بالاستماع إلى أولادنا الذين انجرفوا إلى الإلحاد لكى نعرف ما هى الظروف التى أدت إلى إلحادهم؟، توقيتها وتفاصيلها وهواجسها؟، أقترح أن يتبنى د. أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا تواضروس بابا الكنيسة المرقسية برنامجاً يستمع فيه لمن ألحدوا، عبر: الإيميل، التليفون، جلسات، ندوات، مؤتمرات.

نختار بعناية شديدة لهذه المهمة شخصيات تجيد الحوار مع الشباب، تستمع، وتناقش بدون أفكار ولا مواقف مسبقة، ودون سخرية من مبررات الشاب ولا من قناعاته، نسأله: لماذا ألحدت؟، ونحاول مرة ومرات، من نفشل معه اليوم قد نعيده غداً أو بعد غدٍ.

[email protected]