رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

 

 

 

تحتفل محافظة الجيزة مع مصر كلها بمرور مائة عام على قيام ثورة عام ١٩١٩، وما حدث فى قرية شهداء نزلة الشوبك بالبدرشين كان الشرارة الأولى لاندلاع الثورة فى جميع أرجاء الوطن، بعد أن نزع أهالى القرية والقرى المجاورة قضبان السكة الحديد لمنع مرور القطار المحمل بالجنود والذخيرة، والذى كان يتجه الى الصعيد لإخماد الثورة التى اندلعت بسبب نفى سعد زغلول ورفاقه الى جزيرة مالطة، وتعرضت القرية رجالا ونساء لأبشع أنواع التنكيل والقتل وحرق المنازل والمحاصيل الزراعية واستشهد من أبنائها فى هذا اليوم ٢٢ شهيدا تُسطر أسماؤهم في لوحة الشرف الموجودة بمدخل القرية يعلوها تمثال لفلاح يحمل فأسه ويرمز إلى البلاء الحسن الذى قام به رجال القرية ونساؤها بالفؤوس وأوانى المطبخ والسلاح الأبيض أمام جيش متغطرس ويملك من العتاد والسلاح أحدثها وأقواها، والفخر كل الفخر أن يتكبد الإنجليز عشرات القتلى من جنودهم قبل أن يحدثوا القتل والدمار والحرائق التى أحرقت ١٤٤ منزلا من أصل ٢١٠ منازل هى جميع منازل القرية آنذاك.

ولا أستطيع فى هذه المساحة الضيقة أن أتحدث عن بطولات القرية نساء ورجالا أكثر من ذلك، ولكن كل ما أرجوه هو أن يحمل لهم اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة أخبارا سارة فى هذه الزيارة الاستثنائية التى لم ولن تتكرر والمتمثلة فى مئوية هذه الثورة، وأهمس فى أذن سيادتك أن لا تقتصر رؤية عينيك الثاقبتين للأعلام واللافتات والدهانات التى ستراها أثناء موكبك وعليك أن تلقى نظرة سريعة على ترعة الجيزاوية (التى كانت جثث شهداء القرية تطفو على سطحها بعد أيام من المعركة).

والتى تحولت إلى مقلب للقمامة ومواسير ممتدة للصرف من المنازل وسيارات الكسح التى تلقى مخلفات جميع القرى التى تقع على جانبيها شرقا وغربا خصوصا أن القرية صاحبة (الفرح) هى القرية الوحيدة فى مركز البدرشين التى لم تشملها خطة الصرف الصحى.

ولن أطلب من سيادتكم سوى دقائق معدودة لإلقاء نظرة على هذه الترعة التى تمتد ما يقرب من ٤٠ كيلو داخل حدود المحافظة جنوبا وسترى العجب العجاب، سترى ملايين الفئران التى تتكاثر بصورة خطيرة وتتغذى على القمامة، وستستنشق رائحة ليس لها مثيل على بعد عدة أمتار وأرجو أن تلتمس العذر لى سيادة المحافظ أن أضع أمامكم هذه الصورة القاتمة فى هذه الذكرى العطرة، ولكن هذا قدرنا نحن سكان هذه القرى، ولن أتحدث عن الطرق الداخلية للقرى ولا عن طريق مصر اسيوط الزراعى الذى أحدثت به السيارات النقل الثقيل والمحملة بالرمال اخاديد يصعب معها السير بالسيارات و حتى على الأقدام، ولن أتحدث عن عذاب المواصلات فى ظل غياب متعمد من اتوبيسات النقل العام والجماعى ولن أثقل عليكم بعد صبر مائة عام لابد من وقفة مع قرية شهداء نزلة الشوبك وما حولها لأنها قدمت الشهداء والغالى والنفيس فلا نبخل عليها بحقوق مشروعة تأخرت عشرات الأعوام وكل عام وأنتم بخير.