عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

كنت أسعد الناس بزيارة عادل عبدالمهدى، رئيس وزراء العراق، إلى القاهرة هذا الأسبوع، وكان هناك أكثر من سبب لسعادتى، وكان من بين هذه الأسباب أن زيارة عبدالمهدى، هى الأولى له إلى خارج بلاده، منذ تولى رئاسة الحكومة العراقية قبل شهور، وأن الزيارة جاءت فى اليوم التالى مباشرةً، لإعلان قوات سوريا الديمقراطية التى تسيطر على مساحات فى الشرق السورى، القضاء جغرافيًا هناك على تنظيم داعش!

وعندما وصل الرجل إلى القاهرة، ثم التقى مع الرئيس السيسى، انضم إليهما العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، وكان لقاء الثلاثة تذكيرًا بما كان بين العواصم الثلاث.. القاهرة وبغداد وعمان.. فى زمن سابق ربما لانزال نذكر منه أشياء!

وقتها، وكان ذلك فى ثمانينيات القرن الماضى، كان كيان إقليمياً كبيراً قد قام بين هذه العواصم الثلاث، وكانت مع العواصم الثلاث عاصمة رابعة هى صنعاء، وكان الكيان اسمه: مجلس التعاون العربى!

ولا نزال نذكر لقاءات قادته الأربعة فى أكثر من مناسبة: صدام حسين، وحسنى مبارك، والملك حسين، وعلى عبدالله صالح!

صحيح أنه لم يستمر طويلًا، ولكنه كان عنوانًا مبكرًا على أن تواصل هذه الدول مع بعضها البعض، وبالذات مصر والعراق، يظل ضرورة، فإذا أضفنا إليهما اليمن والأردن، كانت الضرورة أوجب وأوجب!

وعندما قال الرئيس السيسى بعد لقائه مع عبدالمهدى، إن المواجهة مع الإرهاب كظاهرة تتنقل بين دول المنطقة، لا بديل عن أن تكون مواجهة شاملة، كان وكأنه يقول إن الإعلان عن القضاء الجغرافى على داعش، حسب بيان قوات سوريا الديمقراطية، خطوة مهمة دون شك، ولكن لأنه قضاء جغرافى فهو يظل بحكم طبيعته وحدوده، خطوة واحدة فى التعامل مع داعش، ولابد لها من خطوات تتلوها!

ومفهوم أن مواجهة تنظيم مثل داعش، يعتقد أفكارًا متطرفة، ويمارس سلوكًا عنيفًا، وتخريبًا، وإرهابًا، هى مواجهة ذات عدة مراحل، وتظل المواجهة الأمنية والعسكرية مرحلة من بين هذه المراحل!

وأظن أن هذا من بين ما كان الرئيس يقصده بحديثه الواضح عن المواجهة الشاملة.. فالاقتصار على المواجهة ذات الطابع الأمنى والعسكرى، أمر مهم، ولا جدال فيه ولا حوله، ولكن الاكتفاء بها وحدها، يضع عبئًا ثقيلًا على الجيش وعلى الشرطة.. هنا وفى كل بلد طبعًا.. ويعفى مستويات أخرى فى البلد من النهوض بدورها فى المواجهة ذاتها، وخصوصًا فى ميدان التعليم!

داعش.. للمرة الألف.. فكرة قبل أن يكون تنظيمًا، وما قامت به قوات سوريا الديمقراطية فى مكانها مجرد خطوة فى طريق ممتد وطويل!