رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 

 

لليوم الثانى على التوالى.. فشلت وزارة التعليم أمس الاثنين فى تنظيم الامتحان التجريبى لطلاب الصف الأول الثانوى.. بنظام «إفتكاسة التابلت» الذى وضع الوزارة.. بل وضع الوزير نفسه فى مشهد كارثى.. أتصور أنه لا طريق للخروج منه إلا بالاعتذار والرحيل.

•• تفاصيل المشهد

تتلخص فى أن الطلاب الذين ذهبوا إلى مدارسهم لأداء الامتحان فوجئوا بـ«وقوع سيستم التابلت».. وفشلوا فى الاتصال بمركز الامتحانات أو بنك المعرفة «وهذه إفتكاسة أخرى».. للحصول على الأسئلة.. أضف إلى ذلك انقطاع الاتصال بشبكة الإنترنت فى المدارس.. وعدم تفعيل شريحة التابلت.. ما جعله «جثة هامدة» أو «حديدة خردة» فى أيديهم..!!.

كارثة أخرى.. تمثلت فى عجز المدارس نفسها عن التعامل مع المشكلة.. بسبب عدم تأهيلها فنياً لمواجهة مثل هذه المشكلة «المخجلة».. فقد ظل الطلاب.. وفقاً لما نشره أولياء أمور على مواقع التواصل الاجتماعى.. ينتظرون فوق مقاعدهم داخل الفصول منذ التاسعة صباحاً حتى الحادية عشرة والنصف.. ثم اضطروا للانصراف بعدما طالبهم المعلمون بالانتظار خارج المدرسة.. لحين إيجاد حلول للأزمة ووصول مسئولى الدعم الفنى من الوزارة.. وانتهى الأمر بالفشل فى تأدية امتحان اليوم الثانى.. وهو نفس ما حدث فى اليوم الأول..!!.

كما أعلنت الوزارة السماح للطلاب بأداء الامتحان «من منازلهم» ومن «الكافيهات» ومراكز الدروس الخصوصية.. لمدة 12 ساعة تبدأ من 9 صباحاً وتنتهى 9 مساء.. فى مهزلة لم يسبق لها مثيل فى تاريخ التعليم فى مصر.. !!.

•• أمام هذا الفشل

لم يكن مشهد وزير التعليم أقل كارثية من مشهد فشل الامتحان نفسه.. إذ خرج إلينا الوزير بعد اليوم الأول للامتحانات بتصريحات تبريرية مذهلة.. أرجع فيها ما حدث إلى «مؤامرة».. كعادته دائماً.. وهذه المؤامرة تمثلت فى «هجوم على السيستم» استمر 4 ساعات بمشاركة 4 ملايين و700 ألف شخص من داخل وخارج مصر.. «آه والله زمبؤلك كده».. ولم يفت الوزير طبعاً أن يلجأ إلى «شماعة الإخوان».. موجهاً حديثه إلى منتقدى ما حدث بقوله: «بلاش تشمتوا فينا الإخوان ومواقع الإخوان».. وأن «الإسراع فى سن السكاكين هدف ناس آخرين غيركم».

لكن الوزير طمأن أبناءه بأن الوزارة «فهمت الحكاية».. وقامت بإغلاق الموقع من الخارج.. كما أغلقته فى الداخل المصرى على الطلاب.. مؤكدا أن المشكلة انتهت.. وأن غداً- أى فى اليوم الثانى للامتحانات- سيكون هناك شكل جديد تماماً.

وللأسف.. جاء اليوم الثانى بما لم يشته الوزير.. وبعكس ما وعد به.. وسقط السيستم.. وفشلت الامتحانات..!!.

•• ما معنى ذلك؟

الاستنتاج الأول والأهم.. هو أن هناك مشكلة كبيرة فى البنية التحتية لنظام أو «سيستم» الامتحانات الإلكترونية الذى تطبقه الوزارة.. وأن حديث الوزير عن أن «ما حدث لا علاقة له بالبنية التحتية وأن الوزارة مستعدة بشكل كامل» لهذا النظام.. هو حديث غير صحيح.. وكذلك ليس صحيحاً أن «مؤامرة هجوم الإخوان» على السيستم هى السبب.. بدليل أن الفشل تكرر فى اليوم الثانى رغم غلق الموقع من الخارج وقصر فتحه فى الداخل على الطلاب فقط وفقاً لما أعلنه الوزير.

وهنا نتساءل: ما الذى جعل «السيستم» مفتوحاً أصلاً أمام نحو 5 ملايين شخص ليدخلوه رغم أن عدد الطلاب المسجلين بالصف الأول والمتوقع أداؤهم الامتحان نحو 650 ألف طالب فقط؟.. أين الأجهزة التى تفكر وتخطط وتدرس احتمالات مشكلات التشغيل؟.. وهل توقع مثل هذه المشكلة يغيب عن أقل فرد متخصص يعمل فى مثل هذا المجال الدقيق؟.. أم أن الوزارة عجزت عن الاستعانة بخبراء متخصصين لتصميم وإدارة عمل سيستم الامتحانات؟

ثم كيف يفوت الوزارة أيضاً أن توفر فنيين متخصصين فى المدارس وقت إجراء تجارب الامتحانات، لديهم القدرة على سرعة التصرف لو حدثت مشكلة.. وتركوا إدارات المدارس التى تفتقد الخبرة لتتصرف بمعرفتها.. فكان نتيجة ذلك أنهم أخرجوا الطلاب من المدارس لحين حضور الفنيين.. فانصرف الطلاب دون أن يؤدوا الامتحانات؟!!.

•• سيادة وزير التعليم

ليس لدينا ما نقوله لكم إلا أن ما حدث هو كارثة بكل المقاييس.. ومؤشر خطير لعدم جدوى وواقعية كل ما قدمتموه لنا من خطط لتطوير التعليم.. ونرجوك أن تكف عن «التبريرات التآمرية».. كما نرجوك أن تحترم عقولنا، وتعترف بأن هناك مشكلة حقيقية.. وكبيرة.. وأنه حان وقت وضع نهاية لكل هذا الفشل.. فاعتذر واعتزل يرحمك الله.