رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

هدأت عاصفة الكلاب.. وانتهى اجتماع لجنة الإدارة المحلية بالبرلمان دون نتيجة ولم يتبق منه سوى تصريحات وزير الزراعة الدكتور عز الدين أبوستيت عندما قال يجب تغليب مصلحة المواطن على مصلحة الكلب.. هكذا تحدث الوزير.. وإلى هنا انتهى اجتماع لجنة الإدارة المحلية.

تعجبت من تصريحات الوزير لأننى أفهم أن تغليب مصلحة على مصلحة يكون فى حالة تكافؤ المصالح.. فهل مصلحة المواطن تكافئ مصلحة الكلب! وأفهم أن مصلحة المواطن معروفة وهو حقه فى الأمان من الكلاب.. أما حق الكلب فهو حقه فى الحياة.. فهل يتساوى حق المواطن فى الحياة مع حق الكلب فى الحياة أيضاً!

أتمنى من الوزير أن يتراجع عن تصريحاته.. وأن يؤكد أن مصلحة المواطن وحقه فى الحياة هى مصلحة مقدسة تعلو فوق كل شىء.

لقد فشلت محاولات البرلمان والحكومة لمواجهة الظاهرة واصطدمت بكلاب الكبار.. تلك الكلاب التى يزيد ثمن الواحد منها على 200 ألف جنيه، ويأكل ما يكفى لإطعام عدة أسر فقيرة فى اليوم الواحد.

انتصرت مصلحة كلاب الكبار على مصلحة المواطن.. وعادت ريما لعادتها القديمة.

عادت الكلاب تعوى فى التجمع من جديد سواء كانت كلابًا خاصة مفترسة أو كلابًا ضالة.. وراحت دماء المواطن الذى مزقته كلاب التجمع دون نتيجة، ولم تفلح ردود الأفعال والتعاطف الواسع معه على مواقع التواصل الاجتماعى.. لم نعرف ماذا حدث لصاحب الكلاب ولم نسمع أى شىء عن نتيجة التحقيقات.. وكأن شيئًا لم يكن.

وعادت الكلاب تعوى فى شوارع مدينتى.. ولم نسمع شيئًا عن مصير طفل مدينتى الذى أثار ضجة كبيرة فى مصر وخارجها.. ولم نعرف حتى الآن ماذا حدث.. هل انتهى الموضوع بهدية التورتة التى تحدث عنها والد الطفل فى الفضائيات؟.. أم أن هناك شيئًا آخر قد حدث.

ما حدث فى مدينتى حدث أيضًا فى الرحاب.. وعادت الكلاب المفترسة تهددنا نحن سكان المدينة الهادئة.. وأصبح السير فى السوق التجارى القديم أشبه بمغامرة.. حتى إن مسابقات الكلاب يتم تنظيمها فى هذا السوق دون حساب أو عقاب ولا يجرؤ أحد على الاقتراب منهم لأنهم أولاد الكبار.. وكلابهم هى كلاب الكبار.

كتبت منذ ما يقرب من 10 سنوات عن مشكلة الكلاب التى كانت تهدد المدينة فى ذلك الوقت.. وقلت إن الكلاب الضالة وغيرها من الكلاب المفترسة التى يتباهى الأغنياء بالسير بها فى شوارع الرحاب باتت تهدد أمننا وسلامتنا.. كان ذلك قبل أن تتصاعد الأزمة وتستيقظ مصر كلها على مأساة طفل مدينتى وحادث المواطن الذى افترسته كلاب التجمع الأول.

واليوم وبعد كل هذه السنوات أجدنى أعود لنقطة الصفر وأفتح الملف من جديد وأتساءل: من ينقذ سكان الرحاب ومدينتى؟

وليست الكلاب وحدها مشكلة الرحاب التى نفخر بها كأجمل مدينة فى مصر.. ولكن هناك مشاكل كثيرة باتت تؤرقنا وتتطلب تدخلاً عاجلاً من هشام طلعت مصطفى.. صحيح أن الرجل فعل الكثير منذ عودته وأعاد المدينة إلى رونقها حتى أصبحت عروسًا تتلألأ من جديد.. وصحيح أن هناك قيادات بجانبه تبذل قصارى جهدها منهم المهندس وائل الديب والمهندس خالد فتحى الذى يحاول أن يجعل من السوق الشرقى الجديد قطعة من أوروبا ويفعل ذلك بلا كلل أو ملل وبكل حب وإخلاص.. كل هذا نعترف به ونقدره.. ولكن هناك مشاكل أخرى تبحث عن حل، أولاها مشكلة الكلاب التى أصابت بنت جارى منذ أيام قليلة.. وتروع أمننا وسلامتنا فى المدينة.. وهناك مشكلة التسول التى انتشرت بشكل مخيف يشوه وجه المدينة.. وهناك الفود كورت الجديد الذى يحتاج إلى تدخل عاجل وسريع لا يحتمل التأخير.

إن زيارات السبت لا تكفى يا أستاذ هشام.. ولا بد من لقاء السكان وجهًا لوجه والاستماع إلى مشاكلهم.

وإذا جنبنا مشاكل الكلاب فى مدينتى والرحاب لتكون من اختصاص جهاز المدينة.. فإن الأزمة الكبرى فى شوارع مصر وكلابها الضالة تحتاج إلى تشريع رادع من البرلمان لحماية الأرواح.. ولا يمكن أبدًا أن تعلو مصلحة كلاب الكبار على مصلحة المواطن.