عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

حوار رواه صديقى الإعلامى القدير محمود الشناوى، أسال دموعى على حال أولادنا، وتألمت على جرائم الآباء فى حق أولادهم، ونظراً لخطورة القضية أترك صديقى يروى لكم المشهد المأساوى كما عايشة، يقول الرجل: حوار مؤلم أغضبنى جداً، وأنا فى عيادة طبيب، لفت انتباهى حوار مؤلم بين طفلين صغيرين، وأمهما الشابة وأتصور أن الطفلين لم يكملا العاشرة من العمر يقولان للأم، وهما يتابعان حوار طفلين آخرين مع أمهما وأبيهما بسعادة.

فيقول الطفلان صاحبا الحوار المؤلم لأمهما البنت وبعدها الولد يا ماما إحنا عايزين بابا علشان بابا وحشنا. وتتجاهل الأم كلامهما.

ويستمر طلب البنت وبعده الولد لترد عليهما الأم: ليه انتم عازينه ليه،

هو عمل لكم ايه وهو كان بيجيب ليكم ايه علشان يوحشكم كده..وأنا مش بوحشكم.وأنا بعمل لكم كل حاجة!

وترد البنت وبعدها أخيها: لا يا ماما بابا كان بيجيب لنا كل حاجة لما كان بيرجع من شغله.

الأم ترد: أنا مش عايزة كلام فى الموضوع ده لان بابا خلاص سافر بلد بعيده ومش عايزكم خلاص. ويستمر الحوار فيقولان لها يا ماما بابا كان بيحبنا وما كانش بيضربنا وكان بيجيب لنا كل حاجة إحنا عايزينها منه.

الأم تنظر فترانى أمامها متابعا للحوار بينهم.

فتقول لهما: خلاص هو سافر وسابكم ورماكم وما بيصرفش عليكم وأنا اللى بصرف ولو ما كنش ده عاجبكم أنا أوديكم لأهله وأمه وخليكم تموتوا هناك من الضرب وقلة الأكل وما فيش لعب ولا لبس وما فيش مدرسة كمان.

وأنا أروح أتجوز وأنساكم ايه رأيكم انتم عايزين ايه.

الولد والبنت يبكيان بألم ويقولان:

خلاص يا ماما إحنا ماش عايزينك تسيبينا. لا ياماما إحنا مش عايزين راجل معاك غير بابا.ما تتجوزيش غير بابا. وترد عليهما : تانى بابا. ما قلت ما فيش بابا فيه ماما بس أنا. ويستمر بكاء الطفلين..طيب نشوفه مرة واحدة يا ماما علشان وحشنا..وترد: وبعدين فى البيت نتكلم فى الموضوع ده.

 وأنا أتابع وكم انا أتألم حزناً.

نعم أنا أتألم من هذا المشهد والحوار المحزن على طفلين تعيسين ومحرومين من أبيهما، كلمة بابا وهما يريان من حولهما زملاء المدرسة مع آبائهم وعموما أنا استاذنتها لأتكلم وأدخل فى دائرة الحوار معها لاقول لها اتق الله ياأختاه فى كلامك وحوارك مع طفليك لأن الدنيا لا تحتمل كل هذا الجفاء و الانفصال فالدنيا كلها راحلة.

ومن يدرى العمر كم هو وإن كان طويلا فلا أحد يعرف فيه العاقبة ولا حتى اى شئ لأن كل الأشياء بيد الله مرضا كان أو تعاسة أو غيره وآخر العمر يعلمه الله كيف كانت البدايات وكيف كانت النهايات والعاقبة للمتقين ولا من سيكمل مسيرة أولادك والأب ضرورة بدلا من أى احتمال يضيع الأولاد والعناد كفر وهو من الشيطان..وما شجعنى فى الحوار وقت طبيب الأسنان الطويل كما شجعنى استماعها لى والولد والبنت يتألمان امامى من البكاء وكل منهما يشجع الاخر ودا شئ طبيعى لان الصغار لا ينسون شيئا ولو كان إجبارا على النسيان ولذلك كان الطفلان يستمعان لكلامى.

واستمر كلامى معها وأنا أذكر لها آيات من القرآن الكريم كلام الله وأحاديث سيدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحكايات من الواقع فيها العبر والعبر وانتظرت منها تعليقا أو تعقيبا وأنا أحاول أن أذكرها بقصر أيام الدنيا وعواقبها قائلا لها: و الله يا أختاه أنا لك ناصح أمين.وما أريد إلا لك الا إصلاحا ولا أبغى الا سعاده لولديك ورضا من الله عليك وحتما أنت متعلمة وصغيرة السن ولعل الله يصلح لك دنياك. وانصرفت أنا من العيادة دون أن أدخل للطبيب وأجلت الكشف فيعلم ربى أننى قد تألمت من الحوار والبكاء الحارق للطفلين وأنا لست بعيدا عن هذه الحالة بحكم ما أراه أمامى وقبل ذلك فإننى خرجت للدنيا يتيما حرمت فيها من نعمة الأب وكنت أتألم وأنا أرى الصبية من حولى مع أبيهم كم كانت معاناتى برغم ما فعلته أمى يرحمها ربى فى زمان مؤلم، ولكن أعود للحوار مع السيدة وقد علمت منها أنها حالة طلاق من المشهد الحالى المؤلم الذى تشهده بلادى هذه الأيام يا لها من صرخة إنها صرختى وصرخة بلادى أدعو فيها ربى أن يهدينا جميعاً إلى سواء السبيل.