رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

عنصرية ترامب ويمينيته المتطرفة، أبت عليه أن يصف الجانى الأسترالى بالإرهابى، كما أبت عليه عنصريته الموغلة فى التطرف أن يدين الجريمة البشعة التى تمت فى الخامس عشر من شهر مارس الجارى عندما دخل المدعو «برينتون تارانت» مسجدى «النور» و«لينوود» بنيوزيلندا، وهو يرتدى ملابس سوداء وفتح النار على مصلين يؤدون الصلاة، فكان أن سقط خمسون شهيدا وخمسون مصابا. الجانى يمينى متطرف يفتخر بعنصريته، ولهذا راح يعرض نفسه على مواقع التواصل الاجتماعى أثناء الهجوم الذى نفذه على مسجدين، وهو يطلق النار بشكل عشوائى على رجال ونساء وأطفال من مسافة قريبة. بل إنه تمادى فى جرمه بأن راح يطلق النار مرارا على من قتلهم إمعانا فى التأكد من موتهم، فلم يكن يريد لأحد أن يبقى على قيد الحياة. برر القاتل جريمته فى رسالة نشرها على السوشيال ميديا بأن أسباب هجومه على المسجدين تعود إلى التزايد الكبير لعدد المهاجرين. ولهذا فلقد أراد الإطاحة بأكبر عدد من المسلمين. وفى رسالته على الفيسبوك قال: (إن أرضنا لن تكون يوما للمهاجرين وسيظل الوطن للبيض فقط).

هذا الآثم المجرم اقتفى تعاليم ترامب فى تعامله مع المسلمين، ولهذا أقر بأنه متأثر بتصريحات ترامب ضد العرب والمسلمين، وأشاد به مؤكدا بأن ترامب سيعيد الاعتبار للعنصر الأبيض فى العالم. أى أن هذا المجرم يعد أحد أقران ترامب المتأثرين بتعصبه الأعمى للجنس الأبيض، فترامب هو الأب الروحى للفكر الإقصائى الدموى والوجه القبيح لليمين المتطرف المشحون بالعنف. ولا أدل على ذلك من أن ترامب هو من منع مواطنى سبع دول إسلامية من دخول أمريكا. بالإضافة إلى ما هو معروف عنه من دعم وتأييد وتمويل الحملة التطهيرية العرقية التى يشنها الصهاينة ضد الشعب الفلسطينى. ولعل أبرز الخطوات التى أقدم ترامب عليها هى منحه القدس الموحدة لإسرائيل كعاصمة أبدية لها غير مكترث وغير عابئ بحقوق الانسان وحقوق الشعب الفلسطينى ومكانة القدس. ولا يدرى المرء كيف غاب عن ترامب أن استمراره فى عنصريته هذه ستؤدى حتما إلى كوارث؟.

جريمة المجزرة فى نيوزيلندا تنطوى على عدد من المفارقات أولاها وقوعها فى دولة بعيدة عن الصراعات وعمليات الإرهاب، وبالتالى فمعنى ارتكاب الجريمة على أرضها أن لا مكان جغرافياً على سطح الكرة الأرضية بمنأى عن هذه الأحداث. لفت الانتباه تنفيذ المجرم لجريمته فى مدينة كرايست تشيرش والتى تعنى كنيسة المسيح. وقد قصد بالفعل إعطاء الطابع الدينى للجريمة ووضع بذلك حدا فاصلا بين المسلمين والمسيحيين، وبذلك بدت وكأنها حرب بين الشرق الإسلامى والغرب المسيحى. وهنا نستدعى إسرائيل رمز العنصرية التى أعلنت نفسها دولة لليهود من خلال إصدارها قانون القومية، وهو قانون هوية الدولة الذى تم إقراره العام الماضى فى إسرائيل حيث جعل الفلسطينيين مواطنين من الدرجة الثانية. ولقد سارع نتنياهو فدعمه من خلال تأكيده بأن إسرائيل ليست دولة لكل مواطنيها. ومعنى هذا أنه أسقط العرب من حساباته وعكس بذلك مواقفه المتعصبة التى تلعب على تغذية الانقسام. ولا يملك المرء هنا إلا أن يبعث بتحية إجلال وتقدير لرئيسة وزراء نيوزيلندا التى جسدت نموذجا رائعا للإنسانية فى مجال التعاطف مع ضحايا الهجوم الإرهابى وأسلوبها الراقى فى التعامل مع المجتمع المسلم.