رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

كانت ليلة فى حب مصر،  ورغم انتهائها فى ساعة متأخرة من الليل، كنت أناجى الليل، وأزعق فى الفضاء: أمانة عليك يا ليل طول، لنسمع أمجاد الوفد من الأول.

فى هذه الليلة 22 مارس 2019، طاف بنا المستشار بهاء الدين أبو شقة رئيس حزب الوفد بين الماضى والحاضر، واستشرف آفاق المستقبل، وهو يروى كمؤرخ مدقق حكاية الوفد التى بدأت منذ مائة عام، كنت أجلس فى منتصف قاعة المنارة بالقاهرة الجديدة التى لم تتسع لمئات المدعوين الذين  لبوا دعوة رئيس الوفد للاحتفال بمئوية ثورة 1919، ومئوية حزب الوفد،  وفى الحقيقة لم يكن الاحتفال ملكا لحزب الوفد، ولكنه ملك لمصر بالكامل تقديرا للثورة التى أسست للدولة المصرية بعد الغاء الحماية البريطانية وإعلان دستور عام 1923 الذى أسس لنهضة البرلمان، وشرب منه دستور 1914 نخب الحريات والحقوق الأساسية.

عظمة ثورة 1919 هى فى بقائها فى  الصدور الموغرة بالوطنية حتى  اليوم، هناك شبه كبير بين ثورة الشعب التى اندلعت منذ مائة عام وثورة 30 يونيو  2013، فى الثورتين شارك جميع فئات الشعب، ثورة 19 خرج فيها الباشوات وأصحاب الجلاليب الزرق، والعمال والفلاحون والحرفيون والشيوخ، والشباب، والمرأة يطالبون بجلاء المستعمر البريطانى عن مصر، رافعين شعار الجلاء التام أو الموت الزؤام، ونموت.. نموت وتحيا  مصر، بزغ نجم هذه الثورة فى 13 نوفمبر عام  1918 عندما توجه الزعيم سعد زغلول ورفيقاه عبدالعزيز فهمى وعلى شعراوى الى دار الحماية البريطانية للمطالبة بالاستقلال، وعندما سألهم المندوب السامى البريطانى باسم من تتكلمون قالوا: نتكلم باسم الشعب المصرى وتفتق ذهن المصريين فى كل مكان من أدنى البلاد الى أقصاها فى جمع توكيلات رسمية للزعيم سعد زغلول ليتكلم باسمهم، ووصلت التوكيلات الى 3 ملايين توكيل من عدد الشعب المصرى البالغ حوالى 10 ملايين فى ذلك الوقت، وهو نفس ما حدث فى ثورة 30 يونية التى خرج فيها حوالى 33  مليون مواطن يرفضون حكم الجماعة الإرهابية، ويطالبون بدولة عصرية  وطنية، وكما رفعت ثورة 1919 شعار يحيا  الهلال مع الصليب والذى تحول إلى شعار لحزب الوفد حتى اليوم، فإن ثورة 30 يونية دعت الى الوحدة الوطنية التى ترسخت وأصبحت دعامة أساسية فى الدولة المصرية.

ونحن نشاهد التاريخ فى قاعة المنارة من خلال كلمات المستشار بهاء الدين أبو شقة، ومن خلال  الفيلم التسجيلى التى  تم عرضه، بسطنا أيدينا لنلامس المستقبل عندما قال رئيس الوفد: إن الحزب متمسك بمبادئه التى دافع عنها طيلة مائة عام، وسيظل مدافعا عن الدولة الوطنية والوطن والمواطن ومدافعا عن الدستور والديمقراطية بمفهومها الوطني، ونلتزم بالمعارضة الوطنية الشريفة والنزيهة.

حزب الوفد هو ضمير الأمة. فرغم تجميده عام 1953 بقرار «يوليو» الذى شمل كل الأحزاب إلا أنه استمر فى ضمير الشعب حتى عودته فى عام 1978 وكأنه لم يغب ساعة واحدة رغم طول مدة المصادرة التى دامت حوالى 25 عاما.

وتأكيدا لبقاء الوفد فى ضمير  المصريين، قال الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب الذى لبى دعوة المستشار بهاء الدين أبو شقة فى حضور الاحتفال فى كلمته: هذا الحزب الذى شهد لحظات الانكسار ولحظات  الانتصار لن يغيب رجاله  بقدر ما تعرضوا له فى تاريخ مصر، إلا أنه ظل فى قلوب المصريين.

تحية إلى زعماء الوفد الخالدين سعد زغلول ومصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين، وخالص الشكر للقامة القانونية المستشار بهاء الدين أبو شقة الذى احتفل الوفد على يديه بمئوية ثورة الشعب، ومئوية حزب الوفد العريق وجدد أبوشقة العهد بالسير على خطى ومبادئ الوفد، فى أن حزب الوفد يعمل من أجل الوطن والمواطن مبرأ من أى هدف شخصى أو مطلب أو منفعة ذاتية.