رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حالة من الروحانيات تغطى سماء نيوزيلندا وأرضها، هناك شىء ما يتسلل للقلوب، يبحث عن سر دفين، داخل هذه النوعية من البشر، ربما تأخذهم رياح التغيير، إلى طريق جديد ملؤه ضياء ونور ربانى، ما أكثر الجرائم الإرهابية على مستوى العالم، وعلى أرض دول مختلفة، ولكن مقياس ردود الأفعال هذه المرة بعد حادث مسجد نيوزيلندا، وسقوط شهداء من جنسيات مختلفة، بعد إطلاق النار عليهم وهم ركع يؤدون صلاة الجمعة، جعل الدنيا كلها تهرول بالإسعاف وغيرها فى محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ونقل المصابين للمستشفيات بين الحياة والموت ليرتفع عدد الضحايا الشهداء إلى ما يقرب من خمسين شهيدا ما بين اطفال وشباب وشيوخ وسيدات، وقامت الدنيا ولم تقعد حتى هذه اللحظة، بسبب هذه الجريمة البشعة والتى اهتز لها أرجاء هذا المجتمع الهادئ والذى لم يشهد فى تاريخه مثل هذه العمليات الاجرامية والمستهدف بها تحديدا المسلمون الأبرياء.

انقلبت الدنيا وكانت ردود الأفعال متفاوتة، لكنه تفاعل جميل ورائع ومشاعر حزينة من قلوب نقية صادقة المشاعر تجاه المسلمين، والذين يقيمون فى نيوزيلندا ولهم ارتباطات مجتمعية محترمة وصداقات بناءة بين الفئات المختلفة قائمة على احترام الآخر، رغم اختلاف الديانات.

لم يبدر من مسلم هناك أى مظاهر إرهابية كما يدعى البعض، وكما يحاولون دائمًا أن يلصقوا هذه الاتهامات بالمسلمين فى كل بقاع الأرض، حتى يصوروا الدين الإسلامى فى شكل سيئ ومنفر، ويزرعوا البغضاء والكراهية، ويأتى حادث نيوزيلندا المؤسف ليفضح أمورًا عديدة، بعيدة كل البعد عن الإسلام، فهو براء من سفك الدماء.

ومع ذلك يعيش هذا الشعب حالة من التعاطف الشديد مع المصابين وذويهم وأهالى الشهداء، فلا تزال رئيس وزرائها تجوب المستشفيات لزيارة مصابى الحادث، والشد من أزرهم فى مصابهم، وتلتقى أئمة المساجد هناك مرتدية الحجاب احتراما لهذا الخطب الإسلامى. تنطلق موجة أخرى من التعاطف ذلك الشاب ذو الـ16عاما والذى لم يتحمل تهكم أحد المسئولين على الحادث، واستهزائه إلا وقد صفعه ببيضة نيئة فى رأسه معبرًا عن سخطه وهمجية هذا المتعجرف المريض والذى أساء للإسلام والمسلمين.

موجة من الغضب الممزوجة بالتعاطف الشديد لا تزال تكسو أجواء نيوزيلندا، تصاحبها حالة من حب الاستطلاع ومعرفة المزيد عن الدين الإسلامى بشغف للوصول إلى قيمته الغالية، فقد شوهد أعداد من الشباب والفتيات يفترشن أرض المسجد وقد جلسوا فى نهايته يستمعون لشرح دينى وصلاة إحدى الفرائض، حالة من الاقتراب والتقرب، لمعرفة ماهية هذا الدين ولماذا اضطهاد المسلمين تحديدا واتهامهم بالإرهاب.

لقد أفرز هذا الحادث الأليم البشع على يد هذا الكافر الماسونى والذى استباح أرواح البشر، حالة من شفافية روحانية إنسانية داخل أبناء هذا الشعب المسالم هو الآخر والذى كان يسعى أبناؤه بأقصى سرعة فى محاولات مستميتة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

وفى مشهد آخر، بعد هذا الحادث الدموى واستشهاد المصلين، وعلى لسان أحدهم أنه تم رفع الأذان ولأول مرة باستخدام الميكروفونات، وفى مشهد جلل يصطف الآلاف من جماهير نيوزيلندا يستمعون بإنصات واحترام الأذان، فى ساحة كبرى تذكرنا لصلاة العيد فى الميادين.. ومشهد آخر يذكر فى ترانيم هذا الشعب ذى النقاء والشفافية هو بعد دخول هذا الإرهابى لمعقله فى الحجز مع المساجين، وحين دخوله انهال عليه المساجين ركلا وكادوا أن ينهوا حياته لولا تدخل إدارة السجن حالة من الرفض حتى المساجين فى زنازينهم.

رؤية ربما ألمحها من بعيد وإحساس بأمر جلل سوف يحدث ويقع على أرض تلك الدولة الكريمة المشاعر نيوزيلندا.. ربما آن الأوان.

 

[email protected]