رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شهر مارس.. هو شهر المرأة المصرية، شهر شهد ثورة النساء على العادات والتقاليد البالية.. ففيه يوم المرأة العالمى ويوم المرأة العربى وعيد الأم، واحتفل العالم بهذه المناسبات من بداية الشهر، وكانت هناك احتفالات تقليدية، وهناك احتفالات مبتكرة ومسيرات ومظاهرات، ولكن الاحتفال فى مصر مختلف هذا العام دون بلاد العالم.

ففى هذا الشهر وبالتحديد يوم 9 مارس من 100 عام خرجت المرأة المصرية بصحبة الرجال تطالب بالاستقلال الوطنى وتندد بالاحتلال، وكانت شريكاً أساسياً فى ثورة الشعب المصرى فى عام 1919، وتصدت لقوات الاحتلال بكل ما أوتيت من قوى، ومن وقتها تحقق المرأة المصرية إنجازات فى كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

هذا ما قلته فى المجلس الدولى لحقوق الإنسان فى ندوة حقوق المرأة فى الوطن العربى، وذكرت أن النساء فى مصر شاركن الرجال كل الثورات ضد الاحتلال، وضد الطغيان، وتقدمن الصفوف ضد التطرف والإرهاب، وهن من يدفعن ثمن الإرهاب لفقدان فلذات أكبادهن أو أزواجهن، أو أشقائهن.

فالمرأة المصرية دائماً تتقدم الصفوف فى الدفاع عن الدولة الوطنية، وتجلى نضالها عندما خرجت ملايين النساء مرتين الأولى فى ثورة يناير 2011 ضد الفساد والتوريث، والمرة الثانية فى يوم 30 يونيه 2013 ضد الفكر الظلامى وضد الإرهاب وضد من يحاول احتكار الدين وضد السلفية الرجعية وضد الجماعات التى تريد إعادتها إلى المنزل تربى أطفالها فقط لاغير.

وإن كانت ثورة 1919 هى نقطة انطلاق حركة الشعب المصرى ضد الاحتلال الإنجليزى كانت نقطة الانطلاق نحو حرية المرأة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التى وصلت إلى ذروتها فى السنوات الأخيرة.

100 عام على تحرير المرأة حصلت فيها على حقوقها انتزاعاً رغم أنف الاحتلال والعادات والتقاليد السائدة والأنظمة السياسية والجماعات الرجعية، ودخلت فى صراع مع الأيديولوجيات المختلفة سواء اليمينة المتطرفة واليسارية الأكثر تطرفاً، ونجحت فى الحفاظ على وسطيتها كنتاج طبيعى لوسطية المجتمع المصرى.

وهذه الحرية تعرضت لشد وجذب من الرجال فى أوقات كثيرة، وكانت أخطرها الردة التى حدثت فى النصف الثانى من السبعينيات من القرن الماضى عندما ظهرت الجماعات المتطرفة ومهادنة النظام السياسى لجماعة الإخوان ما أعاد النساء إلى نقطة الصفر وعاد الجدل حول حقوق النساء والحديث عن دور المرأة فى المجتمع وأن المنزل هو مكانها الطبيعى وظهر لأول مرة النقاب فى الشوارع

والحديث عن سن زواج البنات والعودة إلى قضايا تم حسمها فى المجتمع فى السنوات السابقة.

فالمرأة المصرية تحقق لها إنجازات فى السنوات الأربع الأخيرة لكن لا تتمتع بها بسبب قلة التوعية بهذه الحقوق وهو دور مهم للمنظمات النسوية ووسائل الإعلام وعليها أن تكثف من عمليات التوعية حتى يعلم القاصى والدانى ما تحقق.

فملف حقوق المرأة هو الملف المضىء فى سجل مصر الحقوقى وهو ما يعطى قوة للمفاوض المصرى فى الأروقة الدولية ونحن مقبلون على مناقشة التقرير الثالث لأوضاع حقوق الإنسان أمام المجلس الدولى فى شهرى سبتمبر ونوفمبر المقبلين،

علينا أن نحتفل مرتين الأولى بثورة الشعب المصرى، والمرة الثانية بمرور قرن من الزمان على انطلاق حرية المرأة المصرية.