رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

يبدو أن الأيام القادمة ستؤكد للعالم الإمبريالى أن المرض العضال المسمى الدواعش والذى حقنه فى جسد الأمة العربية؛ من الصعب التخلص منه والشفاء من آثاره؛ ونحن فى صدد مشكلة بشعة ومستعصية فى الباغوز شمال شرق سوريا سببها الدواعش المنهزمين؛ فهؤلاء الإرهابيون وعائلاتهم يحملون جوازات سفر أوروبية وتركية وغربية، وأنّهم معروفون لدى من أرسلوهم لارتكاب أعمال إرهابية فى سوريا، آملين أن يتمكنوا من أن يستلموا زمام الأمور فى هذا البلد.

والأمر فى غاية الصعوبة؛ ويكفى أن تنظيم داعش الإرهابى طلب من عناصره مؤخراً فى شمال سوريا وشرقها إلى «الثأر» من الأكراد الذين باتوا يحاصرون مقاتليه فى بقعة محدودة فى بلدة الباغوز ويقتربون من إعلان انتهاء «الخلافة المزعومة».

ومن خلال تسجيل صوتى تم تداوله للإرهابى «أبى الحسن المهاجر»، نشر على حسابات على تطبيق تلجرام من أسماهم «رجالات الدولة» فى محافظات دير الزور والرقة والحسكة بالثأر، وطالبهم بتفجير العبوات الناسفة ونشر القناصة وإعداد المفخخات.

ومع أن هزيمة «داعش» فى الباغوز ستنهى سيطرته على الأراضى المأهولة فى المساحات التى سيطر عليها فى سوريا والعراق عام 2014، لكن الحقيقة على أرض الواقع تؤكد أن التنظيم سيظل يشكل تهديداً.

وبالطبع المشكلة الكبرى الآن أن الغرب لايريد من صدرهم لنا من إرهابيين؛ ويرفضون عودتهم إلى البلدان التى انطلقوا منها، ولم يقرروا بعد الوجهة التى يريدون إرسالهم إليها. أما الأزمة الإنسانية الحقيقية فهى أطفال الدواعيش المأساة الحقيقية؛ مع كل ما يظهره العالم الغربى تجاههم فالسلطات الفرنسية استقبلت عدداً من أطفال الدواعش، وبريطانيا أعلنت أنها تعمل على خطة من أجل إنقاذ أطفال الداعشيات البريطانيات، اللائى هربن من المملكة المتحدة للانضمام إلى صفوف التنظيم فى سوريا.

ومع أن وزير الخارجية البريطانى ووزيرة التنمية الدولية حاولوا التواصل مع عائلات أطفال الدواعش، لإيجاد طريقة لإخراجهم. لم يستطيعوا فعل شيء فى ظل عدم وجود سفارة تقدم خدمات قنصلية فى سوريا.

والطريف أن سيادته أعلن أن الوضع أخطر من أن يسمح لهم بإرسال مسئولين بريطانيين لإنقاذ رضيع شميمة بيجوم من الموت فى سوريا.

ومن المعروف أن والدته جردت من جنسيتها، بعد انضمامها إلى تنظيم «داعش» الإرهابى ورفض طالبها بالعودة إلى وطنها لكى تكتب لرضيعها الحياة؛ رغم نداءاتها المتكررة لكيلا تفقد طفلها الثالث بعد أن مات طفلين بسبب المرض وسوء التغذية؛ وبالطبع حاولت حكومة الظل فى بريطانيا وفاة الرضيع الى«وصمة عار فى جبين الحكومة»؛ وهذا ما حصل عليه العالم من الغرب تجاه دواعشهم!

فى الوقت نفسه نجد أن قاضى الأمور المستعجلة فى بروكسل ألزم الدولة البلجيكية بالبدء باتخاذ إجراءات من أجل إعادة ستة أطفال من مواطنيها يتواجدون حالياً فى سوريا.

وهؤلاء الأطفال ولدوا لآباء من حملة الجنسية البلجيكية كانوا قد قتلوا فى سوريا، بعد أن قاتلوا على أراضيها خلال السنوات الماضية.

وجاء القرار للرد على قضية رفعها محامى مواطنتين بلجيكيتين تتواجدان حالياً فى سوريا مع أطفالهما وترغبان «فى إرغام» الدولة البلجيكية على إعادة الأطفال إلى البلاد. والجدير بالذكر أن عدد الأطفال المولودين لآباء بلجيكيين فى سوريا والعراق؛ تقدرهم مصادر أمنية عددهم بـ162 طفلاً؛ وكالمعتاد المسئولون هناك يؤكدون أن الأمر معقد بسبب عدم وجود قنوات دبلوماسية، وبخاصة مع سوريا، كما يتعين التأكد من نسب وجنسيات هؤلاء الأطفال.

وللأسف أن أطفال عناصر تنظيم داعش الإرهابي، يموتون جراء البرد والجوع فى سوريا لانخفاض حرارة أجسامهم، الى جانب أنهم أمضوا فترة طويلة دون رعاية صحية، وإنهم فى كثير من الحالات كانوا دون ما يكفى من الغذاء أو الماء. والكثير منهم يلفون فى بطانيات؛ لكونهم لا يملكون ملابس تقيهم من البرد؛ ومعظم الأطفال حفاة يسيرون فى الوحل.

وكلّ النفحات التى يدعونها إنسانية من استقبال «أطفال الدواعش» إلى «عائلاتهم» مجرد ذر رماد فى  العيون.