شاءت الأقدار أن أعمل بالإسكندرية وأقيم بالقاهرة وأركب القطارات من القاهرة للإسكندرية طوال أكثر من اثنى عشر عاماً. خالص تعازينا للضحايا ونحتسبهم عند الله شهداء.. ومع الآمال التى تراودنا مع تعيين الفريق كامل الوزير وزيرًا للنقل قد يكون من الواجب هنا التنبيه إلى بعض الجوانب التى ربما تساهم فى علاج أزمات هذا القطاع.
هناك إهمال واضح وفساد فى هذا القطاع الحيوى ومن الملاحظات التى استرعت انتباهى هى التالى: 1ـ غالباً ما تخرج الجرارات من الورش وهى غير سليمة ميكانيكياً، فتعطل فى الطريق ويضطر السائق لمحايلتها لكى يصل إلى محطة رئيسية لكى يستبدل الجرار بأخر ليكمل الرحلة.
2ـ الإذاعة الداخلية داخل القطارات لا تستخدم فقط الا إذا كانت هناك زيارة من مسئول مهم للترحيب به وأن الهيئة تتمنى للركاب رحلة سعيدة فيما عدا ذلك لا تعمل مطلقاً وإذا تعطل القطار أو توقف لا يهتم أحد بالركاب لإعلامهم بسبب العطل والميعاد المتوقع للوصول وكأن وقت الركاب بلا ثمن وإذا كان هناك اساتذة جامعة أو أطباء أو قضاة أو طلبة وامتحانات لا يهم وقتهم واحمدوا ربنا إنكم وصلتم بالسلامة.
3ـ تم زيادة سعر التذكرة عدة مرات خلال العشر سنوات الأخيرة وتم عمل قطار يسمى VIP بسعر أعلى ولم يحدث تحسين فى الخدمة فما زالت القطارات تتأخر والمقاعد قديمة ومتهالكة أو مكسورة والزجاج مكسور فى حالات كثيرة والتكييف دائماً إما عطلان أو يعمل على أقصى درجة ممكنة ولا يستطيع أحد ضبط درجته، ولا يصل القطار أبداً فى موعده مهما كانت الرحلة أو سعر التذكرة أو نوع القطار.
4ـ القطارات التى لا يسمح بالوقوف خط رحلات مباشر من القاهرة للإسكندرية تهدئ فى محطات معينة لإنزال ركاب أو أحد من العاملين بالهيئة أو انتظار احد أو يركب عدد من الأفراد فى غفلة من المفتش أو باقى الركاب وإذا سألت يقولون لك هناك عطل بالسكة.
5ـ الحمامات بالقطارات وان كانت أحسن حالاً إلا أنها ما زالت تحتاج إلى صيانة هى والأبواب وغيرها من الماكينات التى تسيّر القطارات.
6ـ لا يوجد أى طبيب لأى حالة طارئة تحدث داخل القطارات ولا إسعافات أولية ولا طفايات حريق وإن حدثت أزمة لأى راكب يبحثون عن طبيب بين الركاب لمعالجة الحالة فهل هذا معقول؟
7ـ التفتيش داخل المحطة حسب الحالة يعنى بعد الحوادث يكون شديداً ولما الدنيا تكون مستقرة يمكن أن تعدى من الجهاز بشنطتك دون تفتيش.. مجرد ملاحظات أمل أن يسهم العمل والأخذ بها فى تطوير هذا المرفق الحيوى المهم.
مدرس علم النفس بجامعة الإسكندرية