عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

أتشرف بكونى كاتباً بجريدة الوفد الغراء منذ أكثر من ثلاث سنوات تقريباً ولكن فى مقالى هذا أتطرق إلى واحد من أهم الموضوعات التى تناولتها على الإطلاق بعنوان «رؤية تعليمية وتربوية عن (مئوية ثورة 1919 والوفد العريق)» حيث التوقيت ومرور مائة عام على ثورة 1919 التى أراها من أطهر وأعظم الثورات فى العالم التى حدثت فى القرن الماضى فهى ثورة حدثت فى مصر بقيادة سعد زغلول زعيم الحركة الوطنية المصرية حيث جاءت هذه الثورة فى ظل المعاملة القاسية التى كانت بحق المصريين من قبل البريطانيين والأحكام العرفية التى أصدرت بحق المصريين بالإضافة إلى رغبة المصرين بالحصول على الاستقلال ونتجت هذه الثورة من مطالبة سعد زغلول بالسماح للوفد المصرى بالمشاركة فى مؤتمر الصلح فى باريس وعندما رفضت بريطانيا هذه المشاركة وإصرار سعد زغلول عليها اضطرت إلى نفيه هو ومحمد محمود وحمد الباسل وإسماعيل صدقى إلى مالطة فانفجرت الثورة فى كل مكان فى مصر واشتركت فيها الكثير من المصريين.

وفى عام 1919 تظاهر كل من طلاب الجامعة المصرية والأزهر وقد أسفرت هذه التظاهرات عن أعمال عنيفة واتجه أكثر من عشرة آلاف طالب ومهندس وعامل ومهنى إلى قصر عابدين فى مدينة القاهرة. وقد نظّمت العديد من النساء من الطبقة العليا خاصةً زوجات الزعماء المنفيين مثل صفية زغلول وهدى شعراوى عدة مسيرات حملن فيها الأعلام التى تمثل المسلمين والمسيحيين، ولذلك أرى على المستوى الشخصى أن ثورة 1919 لم يكن لها أيديولوجية فكرية بل بلورت اتجاهاً لفكر مصرى معاصر كانت تبحث عن الصالح الوطنى فى ظل وعى متنام وكان المصريون لديهم أسلحة فى معركتهم مع الإنجليز الذين امتلكوا أحدث أسلحة القتال وأهم هذه الأسلحة هى طبقة متعلمة كانت الراعى الأول للجامعة المصرية فالمصريون شيدوا المدارس بمختلف فئاتهم من حكومة وأغنياء وذلك على نفقتهم الخاصة واعتبروا العلم سلاحاً حتى أرسلوا أبناءهم على نفقتهم لأعرق الجامعات لإدراكهم أن العلم سلاح فى معركتهم القادمة.

وإذا نظرنا إلى الجانب التربوى بعد ثورة 1919 فنجد مثلاً إقامة أكاديمية الفنون والثقافة الجماهيرية، ومن هنا ازدهرت حركة المسرح فى فترة الستينيات ازدهاراً كبيراً، وكانت المؤسسات التعليمية فى هذه الفترة لا تزال تحتفظ بطابعها الملكى فى الأنشطة الثقافية والرياضية وكان كثير من القيادات الثقافية مدنيين وحتى العسكريين منهم مثل ثروت عكاشة كانوا قد قدموا أنفسهم كتاباً من قبل يوليو 1952 وأما عن النظام التعليمى كنتيجة لثورة 1919 وبعد مرور عدد من السنوات منها كان الدارس ينتهى من التعليم الإبتدائى الذى كان تسع سنوات حيث كان لا يوجد ما يسمى بالمرحلة الإعدادية فيكون بذلك قادراً على قراءة كتب الفلسفة باللغة الإنجليزية لذلك أرى أنه كان من مآخذ ثورة أو حركة يوليو 1952 الكبرى إلغاء استخدام اللغة الإنجليزية من المرحلة الابتدائية تحت شعار (القومية العربية) مع كل احترامى وتقديرى لهذا الشعار ومعناه الرائع فأنتجت الدولة متعلمين أكثرهم لا يجيد لا لغة أجنبية ولا حتى اللغة العربية طبقاً لمخرجات التعليم، لذلك فإننى أرى من المنظور التربوى والتعليمى أن ثورة 1919 نتج عنها نهضة تعليمية وجامعية وبناء على ما سبق أنهى مقالى هذا بتساؤل (ماذا نحن فاعلون بعد مرور مائة عام على ثورة 1919 فى الاتجاهات التربوية والتعليمية؟!).