رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

توجد مواقع مخصصة للهاكرز والقرصنة الاحترافية، فى هذه المواقع تجد عالماً آخر.. عالماً مريضاً نفسياً، ومن يتعاملوا مع تلك المواقع أيضًا مرضى نفسيين، يتم دخول تلك المواقع مقابل مبالغ مالية باهظة، تعتبر هذه المواقع من المواقع الخطرة لأن أصحابها والعاملين فيها هم من عمالقة الاختراق ولا يعتبر التعامل معهم أمراً سهلاً إذ قد يتم اختراقك بمجرد دخولك أحد مواقعهم أو تحميل شىء من محتوى مواقعهم، فى هذا العالم تجد مواقع لتعليم صناعة السلاح والمتفجرات، ومواقع تجارة الأعضاء البشرية وتعرض أيضًا وتحدد لها أسعار معينة!.

فى هذه المواقع تتم جميع أساليب التعذيب التى لا يتخيلها العقل البشرى، فمن يدخل تلك المواقع يتلذذ بالتعذيب، والقائمون على تلك المواقع ما عليهم إلا تنفيذ ما يطلب منهم مقابل الحصول على أموال باهظة، فمن خلال بحثى عن تلك المواقع أعرض أمثلة على ذلك يقوم مستخدموها بطلب قتل الضحايا بطريقة معينة ويتم ذلك لايف وليس فيديوهات مصورة!

عرضت تلك المقدمة لسبب واحد وبسيط حتى يستريح الجميع من عناء البحث عن أجوبة لما يحدث اليوم من قتل الناس بلا سبب ومن تفجير المساجد والكنائس أيضًا بلا سبب، فما نشاهده يوميًا من قتل داعش للضحايا لايف ويبث للجميع، وما شاهدناه مؤخرًا من تفجير المسجد بنيوزلندا لايف أيضًا، هذا ليس المقصود به قتل مسلمين أو تفجير مسجد أو غيره، فما حدث ويحدث وسيحدث سلسلة من نتائج الإرهاب النفسى الذى انتشر وأصبح من الصعب السيطرة عليه ومن يدخل ذلك العالم الخفى صعب الخروج منه!

فنحن نعلق على ما يحدث من أعمال إرهابية بأن مفتعلها مريض نفسى وليس مجنوناً وهناك فرق! فالمجنون يفعل ذلك بدون قصد وبدون وعى وإدراك أما المريض النفسى فهو يفعل ذلك عن قصد وبكامل وعيه!، ولكن كيف أصبح كذلك هذا الأهم! فمن خلال عمل بحث واستبيان عن تلك المواقع ومن يتعاملون معها، وجدت أن من يدخل ذلك العالم أصبح مدمناً له، فأصبح يتلذذ بمشاهد التعذيب لايف وليست مصورة، وحكومات كل الدول المتقدمة لن تستطيع السيطرة عليهم، فهم يصفون أنفسهم بأن عالم الإنترنت الذى نتعامل معه يوميًا لا يُشكل 1% من العالم الخفى من الإنترنت أى هم فى العمق ونحن جميعًا على السطح، والأكثر خطورة أن من تعامل مع تلك المواقع أصبح مريضا نفسياً وغير طبيعى.

ليت الأمر يتوقف عند ذلك أى مرضى نفسيين يتعاملون مع بعض فلو كان الأمر كذلك كان هينا!، ولكن الأمر بات يخرج من عالم الإنترنت المظلم للعالم أجمعه! وبدلًا من أن تتم تلك العمليات الإرهابية عبر الموقع لايف بات ينزل على أرض الواقع ويقومون بتلك العمليات الإرهابية لايف أيضًا لإرضاء نفسيتهم المريضة وأيضًا إرضاء لمن يشاهدونهم من المرضى النفسيين! فما لاحظناه من خلال عرض فيديو قتل المصلين فى مسجد نيوزلندا لايف عبر موقع الفيسبوك! فيوجد على منصات الويب المظلم وسائل تواصل اجتماعية ناشئة مماثلة لتلك الموجودة على الشبكة العالمية، وقد بدأت شركة فيسبوك وغيرها من مواقع وسائل التواصل الاجتماعية المعروفة بجعل إصدارات الويب المظلم من مواقعها على الإنترنت لمعالجة المشاكل المرتبطة بالمنصات التقليدية، ومواصلة خدمتهم فى جميع مجالات الشبكة العالمية!

فالأمر الأكثر خطورة ليس تفجير مسجد بنيوزلندا، فقد تم حصار الحرم المكى عام 1979 وتسببت بسفك للدماء فى باحة الحرم المكى، وأيضًا تم قتل المصلين بالمسجد الأقصى، وأيضًا تفجير الموقف المجاور للحرم النبوى فى رمضان 2016، وأيضا محاولة القيام بالعملية الإرهابية بالحرم المكى فى رمضان 2017، ولكن الأكثر خطورة أن يصبح العالم كله يتم قتله نفسيًا بحيث يعتاد مشاهدة الدماء، أى يتم تدمير الجميع نفسيًا واحتلالهم فكريًا وهذا ما يسعون إليه من خلال نشر تلك الفيديوهات لايف وهذا هو الغرض الرئيسى من العمليات الإرهابية ألا وهو قتل الملايين نفسيًا وليس العشرات الذين ماتوا جسديًا!

 

[email protected] com