رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نقطة ساخنة

 

ما أجمل أن توجه لك دعوة للمشاركة فى احتفالية لتكريم أسر الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل تحقيق الأمن والاستقرار لهذا البلد.. ما أجمل أن تتاح لك الفرصة لتمسح بيدك على رأس ابن شهيد.. أو أن تقبل رأس أم شهيد.. أو أن تقدم دعوة لأداء العمرة لزوجة شهيد.

ما أسعدها اللحظات وأجملها وأرقاها التى يساهم فيها المرء لرسم البسمة على وجوه أسر شهداء الوطن من رجال الشرطة والجيش.. أن تحقق لهم الرعاية الإنسانية قبل الخدمية.. أن تقول لأبناء الشهداء، ارفعوا رؤوسكم.. افتخروا بآبائكم.. فدماؤهم لم تذهب سدى.. ونحن لم ولن ننساكم مهما طال الزمن.

منذ ثلاثة أشهر وصديقى المستشار إيهاب حسن أحد رجال القضاء يحدثنى عن مشاركته مع عدد من الأصدقاء لتأسيس جمعية لرعاية أسر شهداء الشرطة، على أن يكون تمويلها من خلال علاقاتنا.. صحيح أن مؤسستى الجيش والشرطة تقدمان الرعاية الكاملة وغير المنقوصة لأسر الشهداء، ولم يتخليا يومًا عن هذه المهمة المقدسة.. لكن وجهة نظر صديق هى ضرورة أن تكون هناك مشاركة شعبية حقيقية وفاعلة وعملية لتكريم أسر الشهداء.. فهؤلاء الضباط والجنود الذين ضحوا بأرواحهم سواء فى مواجهة الإرهاب البغيض أو عصابات الإجرام المنظمة، لم يفعلوا ذلك من أجل أبنائهم وأسرهم فقط، ولكن من أجل أن يعيش شعب مصر فى أمان واطمئنان واستقرار.. من أجل مستقبل أولادنا جميعًا.. لذا وجب على الشعب ومؤسسات المجتمع المدنى أن تلعب دورًا فاعلاً وحقيقيًا لرعاية أسر الشهداء.

وبالأمس تحقق الحلم، وأقيمت أول احتفالية شعبية رائعة لتكريم أسر شهداء الأمن المركزى والأمن الوطنى بدار قوات حرس الحدود التى قدمت كل التسهيلات لإقامة الاحتفالية بشكل يليق بأسر شهداء الشرطة، وحرص لفيف من الشخصيات العامة على المشاركة فى الاحتفالية.. وتحملت شركة فوسفات مصر التابعة لوزارة البترول القدر الأكبر من تكاليف الاحتفالية التى وزعت فيها شهادات الاستثمار على أبناء الشهداء، وقدمت دعوات أداء العمرة لأمهات وزوجات بعض الشهداء.

وحرص باسل السيسى نائب رئيس غرفة شركات السياحة أن يقدم دعوة لأداء العمرة لزوجة الشهيد رامى هلال ضابط الأمن الوطنى الذى استشهد فى حادث الدرب الأحمر.

الاحتفالية كانت رائعة.. أسعدت أكثر من 70 طفلاً من أبناء شهداء الشرطة من الجنود والضباط.. وأعتقد أن أرواح هؤلاء الشهداء كانت ترفرف فرحًا على الاحتفال.. لأننا لم ننس أولادهم، وأننا حققنا لهم السعادة، ورسمنا على وجوههم البسمة.

إننا جميعًا وبلا استثناء مدينون لجنودنا وضباطنا الشهداء لما ننعم به من أمن واستقرار فى ربوع مصر.. هؤلاء الأبطال يتسابقون للشهادة.. لم يأبه أحدهم أن يترك ابناً يتيمًا.. أو أن تترمل زوجته.. أو أن تبيض عينا أمه أو أبيه حزنًا على فراقه.. هم يدركون أنهم يخوضون حربًا ضد أعداء الله وأعداء الإنسانية وأعداء البناء والتعمير.. يواجهون عبدة الشيطان.

لذا وجب على الشعب ومؤسسات المجتمع المدنى أن تلعب دورًا فاعلاً لرعاية أسر الشهداء.. حتى يشعر كل ضابط وكل جندى يقدم حياته فداءً للوطن، أن شعب مصر يثمن هذه التضحيات، وأننا نقدر الدور الوطنى العظيم لهؤلاء الرجال الشجعان.

ولن ننسى شهداء الوطن.. مهما شغلتنا متاعب الحياة.