عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

جاءت المجزرة التي وقعت في مسجدين في مدينة كرايست تشيرش بنيوزيلندا، لتسطر فصلا جديدا غير مسبوق في كتاب الإرهاب الدولي. فهي أول جريمة من نوعها تبث على الهواء مباشرة باستخدام هذه التقنية المستحدثة على موجات السوشيال ميديا، حيث تابعها جمهور كبير ينتشر في كافة ربوع العالم من خلال الفيسبوك. وقد حرص المجرم برينتون تارانت، الذي نفذ العمليتين اللتين أودتا بحياة خمسين شهيدا، بينهم اربعة مصريين، على تصوير عمليته الدنيئة بكل تفاصيلها. فقد ثبت كاميرا التصوير فوق رأسه، كما وضع الى جانبها الاضاءة اللازمة لاظهار الصور بوضوح. ويظهر من حرص هذا المجرم علي تصوير عمليته ونشرها علي نطاق واسع، ومن البيان الذي حرره ويقع في اربع وسبعين صفحة، اقتناعه بالافكار المتطرفة التي يعتنقها والتي دفعته الى ارتكاب هذا العمل الجبان.

ومن ناحيتها سارعت شركة فيسبوك الي الاعلان بانها أزالت خلال الساعات الاربع والعشرين بعد الاعتداء مليون ونصف المليون فيديو في جميع انحاء العالم، منها اكثر من مليون ومائتي الف فيديو تم حجبها عند التحميل. كما ذكرت الشركة ايضا انها قامت بازالة التعليقات المكتوبة والتي لا تتضمن صورا وذلك احتراما للاشخاص الذين تاثروا بالاعتداء، الي جانب الدواعي الامنية. وهددت الشرطة النيوزيلندية كل من ينشر مقاطع فيديو للمجزرة بالسجن لمدة تصل الي عشر سنوات. وهكذا يتضح انه كان هناك سباق بين المجرم الذي كان يسعي الي نشر جريمته بكل ما تحمله من رسائل الكراهية والبغضاء، علي اوسع نطاق، وبين رجال الامن ومسئولي السوشيال ميديا علي حصر هذه الرسائل في اضيق نطاق ممكن، حتي لا يحقق الارهاب أغراضه كاملة.

وعلي هامش هذه المجزرة ايضا، ظهرت شخصية السيدة جاسيندا ارديرن رئيسة وزراء نيوزيلندا التي سارعت الي ادانة هذه العملية واعلنت انها تعتزم اجراء مشاورات مع شركة فيسبوك بشأن البث المباشر للهجوم، مشيرة الي انها تنتظر توضيحات من فيسبوك وغيرها من مواقع التواصل بشأن تلك المسألة. وقالت ان السلطات والمؤسسات في نيوزيلندا فعلت كل ما في وسعها لكي يتم ازالة هذا المحتوي، ولكن في النهاية الامر يعود الي منصات التواصل الاجتماعي لكي تسهل وتدعم ازالة فيديو الهجوم. وقد ادي سوء تعامل فيسبوك مع هذا الحدث واستخدامه كمنصة للبث المباشر، الي هبوط سهم الشركة بنسبة خمسة في المائة وهو ادني مستوي للسهم في ثلاثة اشهر. كما اعلنت رئيسة الوزراء ان بلادها ستراجع قوانين حيازة الاسلحة وأن هذه القوانين يجب أن تتغير. ويحسب لهذه السيدة موقفها الشجاع من هذه القضية،بينما تحول سطوة لوبي السلاح في الولايات المتحدة دون التصدي لها مع استمرار سقوط الضحايا ونزف الدماء نتيجة المواقف المتخاذلة للرؤساء الامريكيين. 

ومن الشخصيات التي برزت في هذا الحدث نائلة حسن أرفع ضابطة مسلمة في الشرطة النيوزلندية، والتي ألقت خطابا مؤثرا باللغتين العربية والانجليزية والذي استهلته بالصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين. وقالت إنها فخورة بكونها مسلمة وقائدة في الشرطة النيوزيلندية وأنها مصدومة مما حصل في مدينة كرايست تشيرش. وقالت إنها تود أن يعرف مسلمونا أننا نقف الى جانبهم ونتقاسم أحزانهم وآلامهم وأن الشرطة ستقوم بكل ما في وسعها حتى تدعم المسلمين. 

إن هذه المجزرة التي استخدم فيها الفيسبوك على نحو بشع، تدعو الى إيجاد الحلول لمنع مثل هذا الاستخدام السيئ مستقبلا.