رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

أثار الحادث الإرهابى الذى راح ضحيته ٤٩ مسلما بمسجدين بنيوزيلاندا موجة غضب عارمة بين المسلمين فى جميع دول العالم الإسلامى، يتزامن مع عدد من البيانات المقتضبة من عدد من منظمات حقوق الإنسان والحريات العالمية والتى جاءت ذرا للرماد فى العيون، وتخلو من الحماس المعهود لديهم فى حالة إذا ما كان المجرم مسلما أو شرق أوسطيا أو ينتمى لجذور عربية.

ورغم الحزن الذى بدا واضحا على وجه رئيسة الوزراء وارتدائها الحجاب أثناء استقبال أهالى الضحايا إلا أن الأمر لا يتعدى حدود اللفتة الإنسانية تجاه حادث بهذا الحجم، أما العنصرية والإرهاب وسفك الدماء البريئة واقتحام دور العبادة فلم نر تجاهها ردودا قوية سواء من نيوزيلندا أو من باقى دول العالم المتحضر والتى تصف شعوبنا وإسلامنا الحنيف بمصطلح (الإرهاب الإسلامى)، وتجيش الجيوش وتعد العدة وتكيل الاتهامات إذا ما حامت الشبهات حول أية جريمة تمت بأيدى مسلمين.

لا بد أن تتصدى دول العالم الإسلامى لإرهابيى الغرب الذين ينظرون إلى المسلمين المستضعفين فى بورما والصين والهند وفلسطين نظرة ازدراء وتحقير ولا يبالون بدمائهم التى تراق ولا تقشعر جلودهم بأشلائهم المتناثرة، ينبغى على الدول والمنظمات الإسلامية وجمعيات حقوق الإنسان استغلال هذا الحادث لتجريم الإسلاموفوبيا الذى ساد عالمهم المثالى وزاد معه تشدقهم بالسلام وقبول الآخر والحرية ثم ما يلبث أن تظهر أحقادهم الدائمة تارة بإهانة شخص الرسول صلى الله عليه وسلم عن طريق الرسوم المسيئة لشخصه الكريم وتارة بقتل المسلمين أثناء صلاتهم سواء فى الحرم الإبراهيمى بالقدس أو الحادث الأخير بمسجدى نيوزيلندا، وقبل ذلك صناعة جماعة طالبان والقضاء على أفغانستان وصناعة داعش وتمويلها للقضاء على سوريا واليمن والعراق وليبيا.

لا بد أن ننقى ثوبنا الناصع من الدنس والأوزار التى لوثته بالتناحر والتطرف والبعد عن المعين الصافى للقرآن والسنة والتشبث بالخرافات وتزكية الخلافات وتوسعة الشقافات كما هو قائم بين الشيعة والسنة كما يجب المضى قدما فى تحسين خطابنا الإسلامى والإعلامى ونجتهد فى تحسين معاملاتنا مع بعضنا البعض من جهة ومع باقى الديانات من جهة أخرى.. مصابنا أليم ودماؤنا رخيصة ولكن إيماننا بالله عز وجل والتزامنا بقواعد ديننا الحنيف ستضمن لنا الريادة والسيادة بإذن الله (فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) صدق الله العظيم.