رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

حتى الآن.. لم يثبت أن برينتون تارانت مرتكب الجريمة الإرهابية ضد المصلين المسلمين فى مسجدى مدينة كرايستشيرش النيوزيلندية.. هو قائد صليبى يتزعم جيشاً جراراً ويزحف به نحو مدينة اسطنبول التركية.. ليحولها من جديد إلى «القسطنطينية» عاصمة الإمبراطورية الرومانية ومركز المسيحية الشرقية فى عصر الإمبراطور وعاصمة الدولة البيزنطية إلى أن فتحها العثمانيون فى عام 1453 ميلادية وحولها محمد الفاتح إلى عاصمة للسلطنة العثمانية.

•• ولكن

المتابع للتصريحات التى يدلى بها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان منذ وقوع «مذبحة المسجدين» حتى الآن يشعر بأن جيوش «الحملة الصليبية الجديدة» قد هجمت على «قصره الإمبراطورى المنيف» الذى لا وجود له إلا فى خياله.. لتستولى على عرشه.. أو أن هذين المسجدين يجاوران منزله فى أنقرة وليسا فى مدينة نيوزيلندية تبعد عن تركيا آلاف الكيلومترات إلى الجنوب.. أو أن كل شهداء المسجدين من المواطنين الأتراك.. رغم أن 3 أتراك فقط كانوا بين الضحايا!

•• آخر التصريحات العنترية

أدلى به أردوغان بالأمس.. مؤكداً فيه «انه لن يتمكن أحد من تحويل مدينة اسطنبول إلى القسطنطينية مجدداً».. وقال: «سنبقى هنا إلى يوم القيامة، ولن تجعلوا من اسطنبول قسطنطينية».. مضيفاً أنهم: «يمتحنوننا عبر الرسالة التى بعثوها لنا من نيوزيلندا التى تبعد عنّا 16 ألفا و500 كيلو متر، ويواصلون اختبار صبرنا وعزمنا منذ نحو قرن من الزمن».

من هم الذين يختبرون صبرك يا «رجب»؟.. الصليبيون؟.. عبر هذا الـ«تارانت» المتطرف المهووس..؟!

هذا التصريح الغريب يضاف إلى تصريح آخر سارع أردوغان بالإدلاء به فور وقوع الحادث الإرهابى.. مؤكدا من خلاله أن الحادث استهدفه هو بشكل شخصى.. لا لشىء إلا لأن تارانت كان قد أرسل بياناً مكوناً من 74 صفحة إلى رئيسة الوزراء النيوزيلندية وعدة جهات إعلامية قبل الهجوم بـ10 دقائق.. هدد فيه تركيا بالغزو.. وكتب: «نحن قادمون للقسطنطينية، وسندمر كل مسجد ومئذنة فى المدينة».. كما وصف أردوغان بأنه «زعيم أكبر الشعوب المعادية لأوروبا وقائد أكبر جماعة إسلامية فى أوروبا».. وهدد بقتله ووصف الأتراك بأنهم «جنود عرقيون يحتلون أوروبا».

•• وكأن كلمات تارانت

جاءت على طبق من ذهب للرئيس التركى.. فتلقفها وأخذ يتاجر بها ويستخدمها فى كل خطاباته وتصريحاته الإعلامية اليومية.. ليطل على شعبه راكباً حماره الأعرج وشاهراً سيفه الخشبى فى مواجهة طواحين الهواء.. على طريقة دون كيشوت بطل رواية الأديب الإسبانى ثيربانتس الشهيرة.. ذلك الرجل الذى فقد عقله بسبب قلة النوم والطعام.. وأخذ يتجول عبر البلاد حاملًا درعًا قديمة ومرتديًا خوذة بالية مع حصانه الضعيف.. متوهماً أنه أحد فرسان العصور القديمة.. ولم يجد فى طريقه أحداً يحاربه سوى طواحين الهواء التى كان يراها وفق خياله المريض «فرسانا حديديين».. حتى وصفه أهل بلدته بـ«فارس الظل الحزين».

هكذا يبدو الآن رجب أردوغان.. أو «رجب كيشوت».. وهو يتوهم أن حادث نيوزيلندا الإرهابى هو بداية «الغزو الصليبى الجديد» لبلاده.. لكنه يفعل ذلك عن قصد.. وليس عن «عبط». 

•• أتدرون لماذا؟

أردوغان ليس بمريض أو معتوه.. لكنه حاكم كاذب ومأزوم أمام شعبه.. ويشعر بخطر داهم على مستقبله السياسى.. قبيل الانتخابات المحلية التى ستجرى فى 31 مارس الجارى.. حيث يواجه هو وحزبه «العدالة والتنمية» الإخوانى هجوماً شرساً من جانب خصومه.. بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة التى تمر بها تركيا.. متمثلة فى تدهور العملة «الليرة» وانتشار البطالة وارتفاع معدلات التضخم وتآكل الاحتياطيات المالية وتزايد الديون الخارجية.

•• من أجل ذلك.. يبحث «رجب كيشوت» وفقا للمراقبين السياسيين الأتراك عن «كبش فداء خارجى».. ووجد فى حادث نيوزيلندا ضالته ليمارس «المتاجرة الدينية والعرقية» على شعبه.. على الطريقة «الإخوانجية» المكشوفة والمفضوحة.. فيحاول إيهام هذا الشعب بأنه يواجه «الحملة الصليبية» القادمة من بلاد «العرق الأبيض».. رغم أنه قد حفيت أقدامه من أجل أن يرضى عنه الأوربيون البيض ويوافقون على ضم دولته إلى إتحادهم.. لكنهم يتعالون عليه ويتكبرون.. مسكين حقاً هذا الرجل!