عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

جريمة المسجدين فى نيوزيلندا تعود بنا من جديد، إلى السؤال الأبدى: مَنْ القاتل فى جريمة كهذه ملأت أخبارها الدنيا وشغلت الناس.. هل هو القاتل الذى رأيناه وتابعناه، والذى وضع يده على الزناد وأطلق الرصاصات، أم أن القاتل الحقيقى هو الشخص الذى ملأ عقل الفاعل بالأفكار؟!

هذا هو السؤال الذى على كل مَنْ يتصدى للموضوع أن يجيب عليه بصدق وأمانة؟!

والحقيقة أن الرئيس النمساوى ألكسندر فان دير بيلين، كان هو الوحيد حتى الآن، الذى تعامل مع مأساة المسجدين بهذا المنطق، عندما تحدث قبل يومين إلى جريدة «دى فيلت» الألمانية!

تكلم رئيس النمسا فقال ما معناه، إن على عواصم أوربا أن تتوقف عن الرقص على مزمار دونالد ترمب فى العاصمة الأمريكية واشنطون.. والإشارة فى حديثه واضحة تماماً، إلى أن أفكار ترمب تحتاج إلى مراجعة أوربية جادة، وأن أوربا مدعوة إلى عدم الانسياق وراء هذه الأفكار!

فليس سراً أن ترمب تعامل مع المهاجرين إلى أمريكا، منذ اليوم الأول له فى البيت الأبيض، على أنهم غُزاة جاءوا لغزو بلاده، مع إن بلاده نفسها تشكلت فى أصلها من مجموعات من المهاجرين.. وقد كانت النتيجة أن أفكاره هذه لاقت صدىً لدى مهووسين كثيرين فى أنحاء العالم، وبالذات فى الغرب، وكان من بينهم المهووس الأسترالى برينتون هاريسون، الذى فاجأ المصلين فى المسجدين أول هذا الأسبوع.. فقتل وأصاب العشرات!

وقد بلغ به الهوس حداً يفوق كل خيال، عندما راح يطلق رصاصات الرشاش فى يده، ليس فقط على المصلين، ولكن أيضاً على الجثث التى سقط أصحابها صرعى بين يديه!

ولم يشأ أن يُخفى تأثره بأفكار ترمب، ولا إعجابه بها، فصرح بذلك علناً، وقال ما يعنى أن الرئيس الأمريكى فى نظره هو رمز التعصب لصالح أصحاب البشرة البيضاء، وضد كل الذين لا يتمتعون ببشرة بيضاء!

وليس سراً كذلك أن ترمب أيضاً سارع منذ اليوم الأول له فى مكتبه، إلى اتخاذ قرار بمنع رعايا عدد من الدول الإسلامية إلى دخول الولايات المتحدة، معتبراً أن كل واحد من رعايا هذه الدول، هو مشروع ارهابى حتى يثبت فى حقه العكس!

ولم يكن السناتور الإسترالى فرايزر أنينج، الذى قال فى يوم وقوع جريمة المسجدين، إن الإسلام هو أصل العنف والإرهاب فى العالم، بعيداً عن التأثر بتفكير ترمب حين اتخذ قرار منع رعايا تلك الدول من الدخول، لا لشىء، إلا لأنها دول تدين بالإسلام!

وبالطبع.. فليس من الممكن، ولا من المعقول، ولا حتى من المنطقى، إدانة أتباع دين بكامله هكذا.. فهذا تعميم لا يجوز أن يقع فيه أحد، فى حق أى دين سماوى، وليس فى حق ديانة الإسلام وحدها!

مَنْ الجانى الفعلى إذنْ فى فاجعة المسجدين؟!.. هذا سؤال يبحث عن إجابة، وإجابته تكاد تكون معروفة!