عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

فى إطار ذلك المؤتمر الدولى الإفريقى الذى تستضيفه مصر فى أسوان بحضور رئيس الجمهورية وعدد من رؤساء الدول الإفريقية وشباب مصر وتلك القارة السمراء التى استعمرها الغرب لقرون عدة واستغلوا أهلها وثرواتها لصالح خزائنهم وتقدمهم العلمى والاقتصادى والتكنولوجى، علينا أن نتذكر هؤلاء الشباب الحاضرون هم أطفال ثورة يناير 2011 وقد شبوا اليوم عن الطوق وأصبحوا على أعتاب مرحلة جديدة، كما أن شباب يناير فى طريقهم لأن يدخلوا مرحلة عمرية أخرى تقربهم من الكهولة، ومن هؤلاء الذين كانوا يسخرون منهم ويتهمونهم بالسلبية والخنوع وكم من الادعاءات والاتهامات التى وجهها شباب يناير لجيل بأكمله عن الصمت والرضا بالظلم والفساد وعدم القدرة على الرفض والمواجهة والتغيير وتطوير الوطن والنهوض به من عثراته الاقتصادية والسياسية.. جيل شباب اليوم قد كبروا وأصبحوا هم المدانون من قبل جيل الأطفال الذين على أعتاب مرحلة الفوران والثورة والحماسة الزائدة.. ولكنّ هؤلاء والآخرين كيف تم تكوينهم النفسى والعقلى والفكرى والتعليمى وكيف أسهم الإعلام والتعليم فى تسطحيهم فكريًا وعلميًا واعتمادهم المستمر على الوسائل المساعدة للتعلم أو الوصول إلى الغايات أو اعتمادهم على الغش والدروس أو السلطة ليكونوا شخصية مظهرية أكثر منها شخصية جوهرية حقيقية.

التعليم خلال السنوات الثماني الماضية كان فى أزمة مثله مثل الصحة والثقافة والإعلام، ومع هذا فإننا نرى اليوم هؤلاء الشباب الجدد المتحمسين للتغيير وللتطوير ظاهريًا ينهجون ذات النهج التقليدى الذى رفضوه سابقًاً.. فى المؤتمرات الشبابية الرئاسية كان التركيز على المطالب والحقوق والآن جاء الدور على الواجبات وأهمية التعلم والتدريب الحقيقى والدراسة التى تؤهل هؤلاء الشباب للمناصب القيادية السياسية التنفيذية، لأن المسافة كبيرة بين الآمال والقدرات وبين المطالب والإمكانات.. الوزراء فى الوزارة معظمهم خبراء وتكنوقراط وأساتذة لكن الكثير منهم يفتقر إلى الخبرة السياسية والحنكة الإدارية فى التعامل مع الأزمات بداية من وزيرة الصحة نهاية بوزير النقل، لذا فإن فكرة أكاديمية الشباب لإعداد القادة هى فكرة جيدة ومتميزة ولكن.. ولكن مرة أخرى مَن يعلم مَن؟ ومَن يدرب مَن؟ وما هى المدارس السياسية التى سوف تتم تدريسها لهؤلاء الطامحين فى القيادة؟ وهل نتجه نحو المدرسة العسكرية؟ أم نحو المدارس الفكرية السياسية المتنوعة الآراء والمناهج والأفكار فى القيادة والسياسة؟ وهل تكون تلك الأكاديمية معملًا خصبًا لتفريغ كوادر سياسية ذات نكهة مصرية وطنية أم هى مجرد مسميات وأطر حتى نضمن الولاء والانتماء الظاهرى لمؤسسة بعينها وليس لوطن وشعب وتاريخ وحاضر ومستقبل.

إذا كان أطفال يناير قد شبوا عن الطوق وأصبحوا اليوم شبابًا سوف يقود هذا الوطن علينا أن نتذكر أنهم لم يتلقوا ما يمكنهم من ذلك حتى الآن وأن الطريق صعب وطويل ويجب أن يكون مدروسًا على كافة الأوجه، وأن المؤتمرات الشبابية مهمة للتقارب والتواصل والتبادل الثقافى أكثر من كونها ملتقى سياسياً أو اقتصادياً، لأن منهجية العلم أصبحت تفرض ذاتها على العالم الجديد فى عصر جديد يستدعى العلم والفكر قبل أى تحرك ويدفع شعوبنا مرة أخرى نحو أوهام قوميات تاريخية وجغرافية تجاوزوها بسنين ضوئية.. العلم والفكر والدراسة والتنوع هى أدوات شباب إفريقيا فى العصر الحديث.