رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

عودة إلى التعديلات الدستورية، فإن اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس النواب تتأهب لعقد جلسات حوار مجتمعى حول المواد التى حصلت على موافقة المجلس من حيث المبدأ ثم تعد تقريرا بصياغة المواد يصوت عليه ثلثا أعضاء المجلس، وتحال المواد إلى رئيس الجمهورية لطرحها لاستفتاء الشعب. وبالتوازى مع الدور الذى يقوم به مجلس النواب فى إنجاز التعديلات التى تم التوافق عليها تقوم  اللجنة الوطنية للانتخابات بتنقية وتحديث قاعدة بيانات الناخبين الذين يحق لهم الإدلاء بأصواتهم فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وتتضمن عملية التنقية حذف الوفيات والمحرومين من ممارسة الحقوق السياسية، واضافة المواليد، وتقريبا سيكون الاستفتاء على التعديلات الدستورية قبل شهر رمضان القادم.

الدستور من صنع البشر وتعديله إرادة شعب بعد أن كشف الواقع العملى لبعض النصوص الدستورية التى استحدثها دستور 2014 حاجتها الى بعض المراجعة، واستنادا الى تجارب الدول من حولنا التى تقوم بتعديل دستورها عندما تقضى الحاجة الى ذلك، فالدستور وثيقة نابضة بالحياة لا ترتبط بلحظة زمنية محددة، وإنما تتعامل مع عصرها وفق القيم التى ارتضتها الجماعة، تحدد على ضوئها مظاهر سلوكها وضوابط حركتها، آخذة فى الاعتبار الرؤية الأعمق لحقوق الانسان.

ونحن نعدل دستورنا نحافظ على أن الشرعية الدستورية واعتبار الدستور المصدر لكل قاعدة حاكمة لنظام الدولة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، والتأكيد على أن السيادة للشعب وأنه مصدر السلطات، كما نحافظ على مدنية الدولة، وحماية الحقوق والحريات والفصل بين السلطات والتوازن بينها وترسيخ وتدعيم مبدأ  المواطنة وتقوية النسيج الوطنى  بتمثيل عادل لجميع الفئات فهذه الثوابت لا يمكن أن نحيد عنها، ونحن نستجيب للأسباب الواقعية والقانونية التى تدفع فى اتجاه مراجعة بعض أحكام الدستور بهدف تبنى عدد من الاصلاحات فى تنظيم سلطات الحكم.

وضعت أن لجنة العشرة ومن بعدها لجنة الخمسين التى أعدت دستور 2014 فى اعتبارها التداعيات الحرجة التى كانت تمر بها البلاد، وكان الدستور أحد المطالب الأساسية  لثورة 30 يونيو التى أنقذت البلاد من أزمة سياسية ودستورية غير مسبوقة، تسببت فى خلق حالة خطيرة من الانقسام والاستقطاب وهددت وجود الدولة المصرية، وانحازت لجنة الخمسين الى أولويات إنقاذ الدولة ومنع احتمالية تكرار أسباب الأزمة مرة أخرى فظهر بعد استقرار الدولة ما يدعو للتعديل لمواجهة المخاطر والتحديات والأضرار الاقتصادية والأمنية التى مازالت تمر بها البلاد، وحتى تستمر الانجازات التى تتحقق على أرض الواقع فى الوقت الذى نحارب فيه إرهاباً  يهدد كل الجهود  التى تقوم بها الدولة بل يهدد وجود الدولة نفسها.

وتتجه بوصلة التعديلات المطروحة للنقاش فى اللجنة الدستورية والتشريعية الى التنظيم الدستورى لسلطات الحكم من أجل بناء مؤسسات قوية ومتوازنة وديمقراطية تستطيع الاضطلاع بمسئولياتها بكفاءة دون المساس بالضمانات الأساسية التى كفلها الدستور.

الشعب المصرى هو صاحب السلطة وهو الذى يصنع دستوره وهو الذى يعدله من أجل مستقبل أفضل وأتوقع اقبالاً كبيراً من المواطنين على صناديق الاستفتاء عندما يأتى هذا اليوم  لقناعتهم بأن المستقبل في حاجة إلى أدوات جديدة تضمنت صعوده.