رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سطور

يرفع هذا لجانبكم السيدات المصريات أمهات وأخوات والزوجات ، من ذهبوا ضحية المطامع البريطانية يحتججن على الأعمال الوحشية التى قوبلت بها الأمة المصرية الهادئة ، لا لذنب ارتكبته سوى المطالبة بحرية البلاد واستقلالها تطبيقا للمبادىء التى فاه بها الدكتور «ويلسن» وقبلتها جميع الدول محاربة كانت أم محايدة .........).

جاءت تلك الكلمات السابقة  ضمن أول (احتجاج  نسوى  مصرى مكتوب ) ، كانت قد خطته عدد من نساء مصر، على رأسهم على سبيل المثال أم المصريين السيدة صفية زغلول والرائدة هدى شعراوى والراقية جوليت صليب ، وذلك بعد مظاهرات ال16 من مارس 1919م والتى خرجت فيها المرأة المصرية للمرة الأولى من حياتها الى الشارع للتظاهر السلمى من أجل اعلان تأييدها لمبادىء ثورة 1919م ، تلك الثورة التى كانت تنادى  بالاستقلال والديموقراطية.

ولعلنا نتذكر سويا جزء هام من تاريخ نضال وكفاح الجدات العظيمات ونحن نحتفل بمئوية ثورة 1919م, لا من باب الاحتفاء بالحدث كحدث فى حد ذاته ، وانما لاعادة قراءة أبعاده وتداعياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، تلك التداعيات التى خرجت منها الأفكار والمبادىء التى تبلورت فيما بعد تاركة لنا تراثا حقيقيا يجب أن نتعامل معه بنظرية ( الزاد والزواد ) فنستمد منه القوة قى لحظات ضعفنا ، والأمل عندما يخيم علينا يأسنا ، والشعور بأننا يد واحدة عندما يحاولون تفكييك نسيجنا.

وكلما أمعنت التفكير والتأمل فى تلك الحقبة التاريخية  وجدت أن أجمل معانيها كان قد تجسد فى فكرة (الحراك العام ) - والذى تضمن الحراك النسوى بداخله بالطبع - حيث لم يكن التفكير فى حاضر ومستقبل مصر مقصور على طبقة أو فئة أو طائفة بعينها دون الآخرى بل أشتركت فيه الأمة بجميع عناصرها وكأنهم أوحى أليهم بأن يتوحدوا من تقرير مصير البلاد.

وعلى ذكر الحراك النسوى الذى اشتبك مع الحراك العام ، وبما أننى امرأة ، وبما أننا كنا نحتفل يوم بيوم المرأة المصرية فى 16 مارس منذ عدة أيام ، فيروق لى أن أخصص ما تبقى من كلماتى فى الختام  للحديث عن ( أم المصريين ) كرسالة امتنان ومحبة لروحها الخالدة  التى أثرت بشكل مباشر فى الحركة الثورية المصرية عام 1919م عامة والثورة النسائية خاصة، سواء فى الحياة السياسية أو الاجتماعية على حد سواء، فالسيدة «صفية زغلول» جدة رائعة من جداتنا الملهمات ، والتى استطاعت أن تحفر اسمها فى وجداننا نحن المصريات من خلال دعمها لقضايا تحرير المرأة وتمكينها فى المجال العام .

 كما كانت نموذج يحتذى به للزوجة المساندة الوفية الداعمة لزوجها،بعكس الصورة التى يتم تصديرها لنا فى الغالب من ربط النساء الرائدات أو الناجحات فى المجتمع بفكرة التمرد واظهار العداء فى أعلى الصور وأو الاشتباك فى أبسطها مع الرجل - وأخص هنا التمرد السلبلى- وبكل آسف لا تسعنى المساحة هنا لسرد المزيد عن نضالها الثرى الطويل الذى استمر قرابة 20 عام . وسأختم بتلك الجملة التى وردت على لسانها عندما قدم سعد غلول استقالته من منصب رئاسة الوزراء فقد قالت وهى مبتهجة: هذا أسعد  يوم فى حياتى ، مهمتنا هى الكفاح وليس تولى المناصب. «. حيث كانت تراه زعيم الأمة.