حكاية وطن
كنت أراهن على حضور غير مسبوق للصحفيين فى جمعيتنا العمومية يوم الجمعة الماضى التى انتخبنا فيها النقيب ونصف أعضاء مجلس النقابة، وطالبت بأن نجعل من هذا اليوم عرساً للديمقراطية من خلال الاختيار الحر للمرشحين، وفاق الحضور توقعاتى، وجرت الانتخابات فى مناخ ساده الاحترام والود غير المسبوق بين الناخبين والمرشحين، وأظهر تلبية الزملاء لدعوة الجمعية العمومية خوف الجميع على المهنة التى تواجه أزمة حادة اقتصادياً ومهنياً، واستشعروا حجم المسئولية التى تقع على النقابة فى المرحلة القادمة، فوقفوا فى طوابير لعدة ساعات للإدلاء بأصواتهم للمرشحين الذين اختاروهم بإرادتهم الحرة.
دائماً الديمقراطية هى شعار الصحفيين فى الانتخابات، المرشحون كانوا جديرين بالمسئولية التى تنتظرهم، وفاز الزميل ضياء رشوان بمنصب نقيب الصحفيين، وفاز ستة صحفيين بعضوية المجلس هم: خالد ميرى ومحمد شبانة وهشام يونس ومحمد محيى ومحمود كامل وحماد الرمحى، ونوجه عظيم الاحترام والتقدير للزملاء الذين لم يحالفهم الحظ، وعلى رأسهم الزميل رفعت رشاد الذى أضفي ترشحه على منصب النقيب مذاقاً خاصاً للانتخابات التنافسية.
شكر خاص للحكومة، حكومة الدكتور مدبولى التى وقفت على الحياد فى أهم انتخابات تجرى فى قلعة الرأى، التى غاب عنها مصطلح مرشح الحكومة، وأثبتت الحكومة بالدليل العملى أنها ليس لها مرشح فى النقابة على منصب النقيب أو حتى الأعضاء وبرهنت على ذلك بزيادة بدل التكنولوجيا قبل الانتخابات بفترة كافية، حتى لا ينسب مرشح البدل لنفسه، وأكدت الحكومة أنها تتعامل مع الجميع على قدم المساواة، وأن الانتخابات شأن داخلى لأبناء المهنة.
المهمة العاجلة التى نطالب بها مجلس النقابة الجديد، وعلى رأسه الزميل ضياء رشوان هى ترتيب البيت من الداخل بالشكل الديمقراطى الذى جرت عليه الانتخابات عند تشكيل هيئة المكتب، وأن يكون الشعار الذى رفعه رشوان عاشت وحدة الصحفيين هو شعار مجلس النقابة، وأستعير عبارة من تصريحات المستشار بهاء الدين أبوشقة رئيس حزب الوفد خلال لقائه ضياء رشوان فى بيت الأمة وسط صحفيى الوفد عندما قال: إن نقابة الصحفيين لن يكون لها مكان ولا وزن إلا بوحدة أعضائها فى ظل قيادة حكيمة للصف الصحفى، وتوقع رئيس الوفد أن تعيش نقابة الصحفيين فترة مليئة بالإنجازات على يد ضياء رشوان، وقال أبوشقة بعد فوز رشوان إن حزب الوفد يدعم حرية الرأى والإعلام الوطنى الذى يضع مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار، بعيداً عن المصالح الشخصية.. وأكد أن فوز «رشوان» مستحق لأنه صاحب رأى وصوت حر.
الثقة التى وضعناها فى نقيب الصحفيين الجديد ضياء رشوان نرجو أن تترجم فى لم شمل الصحفيين واستعادة هيبة النقابة والمهنة، للخروج من الأزمة الحالية ولن يتم ذلك إلا من خلال عمل جماعى داخل النقابة، وأن يكون مجلس النقابة على قلب رجل واحد لإنجاز طموح الصحفيين فى قانون جديد يتماشى مع التطور وإنقاذ مهنة الصحافة من عثرتها.
المهمة ثقيلة لكننا نثق فى النقيب بما له من خبرات على مر السنين أن يحقق أحلام الصحفيين فى رد الاعتبار لقلعة الرأى ومهنة البحث عن المتاعب وصاحبة الجلالة، وحل المشاكل التى تواجه الصحف الحزبية المستقلة، والصحف المتوقفة، إسوة بما يحدث مع الصحف القومية وأن يكون نقيباً للجميع، مبروك لمجلس النقابة الجديد، وتمنياتنا للزملاء الذين لم يوفقوا بحظ أوفر فى الانتخابات القادمة.