رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

أنا على طول الخط ضد تصنيف الإرهاب حسب الدين فلا ينبغى أن نقول هذا إرهاب إسلامى وهذا إرهاب مسيحى وذاك إرهاب يهودى، فالإرهاب لا دين له ولا ملة!

وكذلك أنا ضد تصنيف الإرهاب حسب البلاد والمناطق والأماكن، فلا ينبغى أن نقول هذا إرهاب شرق أوسطى وهذا إرهاب أمريكى أو حتى إرهاب أوروبى، فالإرهاب لا وطن له ولا جنسية!

وللأسف بعض دوائر الغرب بل أن الرئيس الأمريكى نفسه قد ارتكب نفس الخطيئة، عندما تعهد فى خطاب تنصيبه بالقضاء على الإرهاب الإسلامى وكأن هذه الصفة الزميمة (الإرهاب) أصبحت مقصورة وحصرية على الدين الإسلامى وحده!

طبعًا هم أهدافهم معروفة ومكشوفة، فهم يريدون خلق حالة من الإسلاموفوبيا بين شعوبهم لوقف تدفق شعوبهم لاعتناق الإسلام كأسرع ديانة تنتشر فى أوروبا وأمريكا!

ولكن عندما قام متطرف فى نيوزيلاندا باقتحام أحد المساجد الكبرى فى نيوزيلاندا، وقتل 59 مصليًا مسلمًا فيه بدم بارد لم يسارع الغرب والولايات المتحدة الأمريكية فى القلب منه لإطلاق لفظ «متطرف مسيحى» على القاتل حتى لا يشوهوا الديانة المسيحية وهى ديانة الدولة الرسمية فى كل الدول الأوروبية وأمريكا تحديداً!

ليس معنى هذا أننا نريد أن نوصف قاتل المصلين فى نيوزيلاندا بالإرهابى المسيحى حاشا لله، فنحن دائمًا نقول الإرهاب لا ديانة له، بل إن داعش وهى مسلمة قتلت من المسلمين أضعاف أضعاف ما قتلت من اتباع الديانات الأخرى، يكفى قتلهم 350 مصلياً فى أحد مساجد العريش بدم بارد، فى لحظة واحدة، وفى غمضة عين!

ولكن نحن ضد سياسة الكيل بمكيالين التى يتبعها الغرب فإذا كان القاتل مسلمًا فهنا يسارعون لإطلاق وصف «الإسلامى» على الإرهاب، أما إذا كان القاتل مسيحياً أو يهودياً، فهنا يبتلعون ألسنتهم، ويطلقون على المتطرف، متطرف فقط دون وصفه بأى ديانة، وهى ازدواجية مفضوحة ومكشوفة، أنأى بأى دولة محترمة أو أى مجتمع راق عن السقوط فيها!