رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

أشفق كثيرا على د.عاصم الدسوقى أستاذ التاريخ فى جامعة حلوان، تجاوز السبعين من عمره دون أن يحقق أى شيء، عندما يلتفت خلفه ليجر كتابا أو بحثا يعتد به لا يجد غير الفراغ، فقد أضاع عمره دون أن يترك شيئا للمكتبة، كما جاء يمر، بلا تاريخ.

المؤلم لنا وله ولمن درس لهم التاريخ عبر سنوات طويلة، أن نفاجأ به يحاول لفت الأنظار بتصريحات تكشف ضيق أفقه، ومحدودية ثقافته، وضعفه العلمى، د.عاصم الدسوقى، وله كامل الاحترام والتقدير، يتبنى تعريفا للثورات لم يسمع به من قبل، وعندما يحاول شرحه تفاجأ بأنه مشوش ومضطرب.

يقسم بأن ما جرى فى مارس سنة 1919 لم يكن ثورة، بل مظاهرة أو هوجة، وأن مصر لم تشهد ثورات بمعنى الثورة سوى فى عام 1952، انقلاب عبدالناصر ومجموعته هو الثورة الحقيقية، والمبرر الذى يقدمه لنفى صفة الثورة عن أحداث 1919، عدم وجود عنف، فالثورات فى رأيه ترتبط بالعنف، وعندما تختبر تعريفه للثورة، تحزن كثيرا لأنه يؤكد تشوش صاحبه، فالثابت تاريخيا أن حركة الضباط فى 1952 لم ترتبط بعنف، ووصفت بالثورة البيضاء لعدم إراقة دماء، والثابت كذلك أن ما جرى فى سنة 1919 شهد مصادمات بين المواطنين وجنود الاحتلال، قطعت السكك الحديدية، والطرق، وهجمت معسكرات الاحتلال، واستشهد حوالى 3 آلاف مصرى، وغيرهم من المصابين برصاص المحتل.

تشوش د. عاصم جعله ينسى توصيفه لما جرى سنة 1919 قبل 38 سنة، ففى سنة 1981 جمع بعض الوثائق البريطانية المترجمة من مؤلفات زملائه وأساتذته، وأصدرها فى كتاب محدود القيمة العلمية، د. عاصم متعه الله بالصحة أصدر الكتاب بعنوان:« ثورة 1919 فى الأقاليم»، عرض فيه لبعض الوثائق البريطانية التى كانت تتناول يوميات الثورة، د. عاصم أعانه الله لم يكتف بتسمية ما جرى بثورة فى عنوان الكتاب، بل تمسك بالمسمى ودافع عنه فى تعقيبه على الوثائق.

بدأ مقدمة الكتاب بقوله:« الحديث عن ثورة 1919 فى مصر حديث قديم يتجدد، وهو يتجدد عند الحديث عن ثورات الشعب المصرى ومواقفه البطولية ضد الطغيان، سواء طغيان الحاكم أو طغيان المحتل الأجنبي»، وفى موضع آخر أخذ يعدد فضل الثورة بقوله:« أما ثورة 1919 فقد أعطت بعدا خاصا للحركة الوطنية المصرية لم يكن( على حد قوله) موجودا من قبل، حيث اقتحمت صور العمل الوطنى زوايا ضوئية مختلفة الدرجات والظلال، ظلت ملازمة للعمل الوطنى حتى الآن».

وقال فى وصف التقارير البريطانية التى رفعت قبل وصول لجنة ملنر:« وتكتسب هذه الوثيقة أهميتها، فى تقديرنا، من عدة اعتبارات، فهى تمثل، والكلام للمأدلج، رؤية فورية لأحداث ثورة 1919».

على أية حال، نحن نكن كل الاحترام والتقدير للدكتور عاسم الدسوقى، ونتمنى له العافية، وأن يعينه الله على تجاوز مرحلة التشوش والاضطراب والشعور بعدم التحقق، فهى مرحلة يمر بعضنا بها.

 

[email protected]