رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شعاع

صارت الأزمات إلي جزء من حياتنا اليومية، وباتت ثقافة مجتمع، وصارت أزماتنا مادة خصبة في مراكز الأبحاث وقياسات الرأي، جزءا مهما لدراستها، والوقوف علي أسبابها، كما خصصت كل الحكومات وقتا كبيرا من اجتماعاتها لمكافحة الأزمات، وعكفت أجهزة الدولة علي إيجاد السبل الكفيلة بحل الأزمات دون جدوي، مالحل؟، ولماذا نجد شعوبا ربما أقل من مصر في الدخل، وبلا حضارة وتاريخ ومع ذلك سطرت لنفسها مكانا في التاريخ المعاصر، نحن بلد نعيش علي حضارة فقط، ليس لنا وجود في عالم اليوم، نأكل ونشرب، نبني ونعمر بالسلف والاستدانة، نعيش علي منتجات غيرنا، وما زلنا كمانحن لم نتعلم، الكل لحق بنا وسبقنا، وصرنا في آخر الصف، لم نغير ثقافتنا، إذاسألت مواطنا غير مصري، عن مصر يتذكر تاريخنا دون أن يتذكرنا نحن، بل ربما يتذكر أوجاعنا التي صارت علي كل لسان، نخرج من أزمة، لندخل في أخري، نقضي علي الطوابير، لتتجدد مرة أخري، كلما اقتربنا من حل حاسم ونهائي لأي أزمة، تظهر لنا عقارب وأفاعي وكوبرات تبعدنا عن الحل، إيه الحكاية؟. 

بصراحة، الفساد هو العنوان الرئيسي لأزماتنا، ديناصور الفساد يرقد ويمرح ويهرج ويبتلع، ويمتص دماءنا ليلا ونهار صيفا وشتاء، لم تفلح ثورتا 25 يناير، و30 يونية في التصدي له، الحكومات المتعاقبة واجهته بالتصريحات والمؤتمرات دون أن تقترب منه، بصراحة أكثر، نحن نحتاج الي قطع رقاب، وبتر أفكار، ونسف أعراف، وإعادة هيكله لمصر، كي نقضي علي الفساد، يا سادة نحن في زمن صار الشريف متهما، واللص محترما، والمرتشي قدوة، والنصاب عفيفا، ضاعت القيم والمباديء، واختفت القدوة من أهلها. صارت الحياة عبئا علي صاحبها، وأصبح اليأس والاكتئاب والعبوس من شيم المصريين ،  صدقوني، لانريد أن نضحك علي بعضنا البعض، وربما أجد من يتهم هذه السطور بعدم التفاؤل، في وقت شديد الحساسية، وأقول كتبنا مرات عديدة عن التفاؤل، واكتشفنا أن كلامنا غير مريح ولا يعبر عن المواطن البسيط المطحون، واتهمنا البعض بأننا ساكتون عن «البلاوي» ومنافقون للسلطة، إذن ما هو الحل؟ 

هل مزيد من القرارات والاجتماعات والتصريحات، ومزيد من تشكيل اللجان واللقاءات والزيارات المفاجئة وغير المفاجئة، أم الحل يكمن في العزيمة والإصرار علي تنفيذ القانون علي الفاسدين، وسن وتعديل القوانين لتغليظ العقوبات علي الفاسدين، الناس تسأل كم فاسد في السجن، وكم فاسد قيد التحقيق، وكم فاسد سدد ما سرقه من قوت الشعب، لا تجد أحدا!،  وما سر أن الفاسدين مازالوا يمارسون فسادهم تحت أعين الجميع، وعلي من يستندون، ومن يحميهم، شخصيا متأكد أن ما نعانيه من أزمات سببه الوحيد، الفساد وليس شيئا آخر، المؤسف أن كل يوم نري طرقاً جديدة ومبتكرة للفساد، في الأكل، نأكل لحم الحمير، ويسرق من قوت الشعب  بهائم وأبقار وهي في طريقها الي المواطنين ،  أسعار الأكل نار خضر فاكهة ولحوم وغيرها، لدينا تجار، لا يعرفون معني هامش الربح القليل، وعاملون بنظام ضربة العمر، واحتكار السلع وتعطيش السوق، والحكومة لم تقترب منهم، ولم تجرم أعمالهم، فقط تقوم بترقيعات هزيلة لقوانين منع الاحتكار، وحماية المنافسة، وفي هذا المناخ الفوضوي، نأكل ونشرب من منتجات بئر السلم، وتزيد الأمراض، ويتوجع الشعب، في حين تزداد كروش الفاسدين تحت حماية الدولة! وفي السكن نكتشف اننا نسكن في وحدات سكنية مخالفة وعشوائية، ونتبين أنها مرخصة آيلة للسقوط في آن واحد!. 

أمثلة كثير ة، ومتعددة تؤكد، أن الأزمات التي يعيشها المواطن، مسلسل مستمر ومتصاعد، ودون حل، ظاهرة الدروس الخصوصية، مشهد مصري خالص لا مثيل له في العالم، خرب البيوت، أضاع هيبة القانون والدولة معا، ومع ذلك لم نجد أي سلطة للدولة، لا يوجد قانون حتي الآن يجرم الدروس الخصوصية، تخيلوا!!، أزمة نقص الوقود، وبعض السلع، تصريحات المسئولين نفسها تكشف وجود فساد لـ«الركب» عندما يقول المسئول إن كل شئ تمام و علي ما يرام، هو بذلك يسكت عن الفساد ويدعم المتسبب في الأزمة أن يصعد من أرباحه واختلاساته بسبب تصريحات اسمحوا لي أن أصفها بـ«الساذجة» الي جانب ذلك توجد مظاهر فساد كثيرة في كل شبر من أرض الوطن ينتج عنها أزمات بلا حل، صدقوني بلا حل، ودليلي أن الأزمات تعود مرة ثانية وثالثة ورابعة ومائة وألف. لن تحل أزماتنا طالما بقي الفساد.

 

[email protected]yahoo.com