عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لوجه الله

 

لعبت نظريات الاقتصاد الحر وتوازن السوق دوراً كبيراً فى التاريخ الاقتصادى للكثير من الدول الصناعية الكبرى.. ويعد مبدأ عدم تدخل الدولة فى النشاط الاقتصادى مبدأً أساسياً فى أغلب نظريات الاقتصاد الكلاسيكى.

ومع ذلك حرص أصحاب تلك النظريات وفى مقدمتهم آدم سميث على التأكيد أنه على الدولة التدخل فى النشاط الاقتصادى فى حالات محددة.. تتجسد جميعها فى السوق المصرى اليوم.. تلاعب بالأسعار.. ممارسات احتكارية.. اختلال التوازن لعوامل خارجية.

ورغم أن جميع الأنظمة الرأسمالية أدركت خطورة تلك الاستثناءات وتصدت لها بقوة.. إلا أن حكومتنا الرشيدة مازالت تتجاهل هذا الأمر وكأنها لم تقرأ الكتاب إلى آخره.. فباتت أسواقنا تغرق فى فوضى لا مثيل لها فى العالم.. وحتى تستكمل حكومتنا قراءة ما قاله آدم سميث ليس أمامنا إلا اللجوء للإرادة الشعبية، وظهور كيانات اجتماعية «حقيقية» وقوية للدفاع عن حقوق المستهلك.. لهذا كله كان الظهور التلقائى لحملة شعبية مثل «خليها تصدي» أمراً بديهياً.. وسوق السيارات ليس أكثر من مجرد جزء من السوق ككل.. فليس من المقبول أن تخرج جموع المستهلكين لعمل وقفات احتجاجية أمام بعض التوكيلات متهمة أصحابها بالغش التجارى.. دون أدنى رد فعل أو مساءلة من الحكومة، وكأن الأمر لا يعنيها فى شيء!

وعلى ذكر حملة المقاطعة الشعبية الناجحة بقوة حتى الآن فى سوق السيارات يأتى ذكر صبيان المعلم.. فليست الحياة وردية كما يتصور الحالمون.. فصبيان المعلم هؤلاء قوة ضاربة فى كل زمان ومكان.. وفى كل مهنة وقطاع.. هم المهللون النباحون الشتامون لكل من يقترب من ولى نعمتهم وإن كان صاحب حق.. ومنهم من على استعداد دوما لـ«شيل القضية» بدلاً من معلمه.. أتفهم جيداً أن يشن صبيان المعلم حملات تشوية وتشكيك ضد حملات المقاطعة الشعبية.. أتفهم بث الشائعات والأكاذيب والإعلانات المدفوعة لإنقاذ معلمهم.. كما أتفهم حالة الفزع التى تدفعهم للسب وإهانة مساندى الحملة ووصفهم بالشحاتين والمدفوعين.. لكن ما لا أستطيع تفهمه بحق هو مغامرة بعض المحسوبين على الإعلام بالوقوف فى وجه إرادة شعبية والإساءة إلى جمهورهم دفاعاً عن نفس المعلم.. مالا أفهمه أن يخرج من بيننا من يهاجم المواطنين ويسيء لهم، مهللا لمهزلة «أردأ المواصفات بأعلى الأسعار» من أجل حفنة من الإعلانات، بدلاً من الوقوف فى صف الجماهير ودعم ذلك الحراك الاجتماعى ليصبح آلية دائمة تضمن للجميع حياة أفضل.

وفى النهاية ناصر من شئت، لكن إرادة الشعب حتماً ستنتصر.

[email protected]