عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

 

اختتم الرئيس الإيرانى حسن روحانى زيارته للعراق الأربعاء الماضى والتى شهدت توقيع مذكرات فى مجالات النفط والتجارة والصحة والنقل.

وتعد العراق بالنسبة لإيران الرئة الوحيدة التى تتنفس من خلالها لتفادى سوءات العقوبات الاقتصادية الأمريكية التى تحاصرها، ولهذا شدد الرئيس روحانى على أن بلاده تستطيع توفير الكثير من الاحتياجات عن طريق العراق. الزيارة اكتسبت أهمية لتزامنها مع تصاعد تأثير العقوبات الأمريكية على طهران التى سعت للحد من آثارها عبر البوابة العراقية التى شكلت على مدار الأشهر الماضية إحدى قنوات ايران الرئيسية للخروج من مأزقها، ولذلك لم يغب عن محمد جواد ظريف وزير خارجية إيران أن يوجه الشكر إلى العراق لعدم التزامها بالعقوبات الأمريكية ضد طهران.

 غير أن الالتفاف على العقوبات الأمريكية هنا يأتى من منطلق الإعفاء المؤقت الذى سمحت به أمريكا لبعض الدول ومنها العراق ويقضى بعدم تنفيذ العقوبات.

وهى الثغرة التى استغلتها إيران لتعزيز نفوذها التجارى والاقتصادى مع العراق للتخفيف من وطأة العقوبات الأمريكية.

وفى الوقت نفسه فإن العراق يعتمد بدوره على واردات الغاز الإيرانى فى تشغيل شبكة الكهرباء، ولهذا بادر فطلب تمديد الإعفاء الذى منحته أمريكا له ليواصل استيراد الغاز الايرانى.

وإذا كانت زيارة روحانى قد تطرقت إلى مختلف الملفات، إلا أن الملف الاقتصادى هو الذى تصدرها فى ظل العقوبات شديدة الوطأة التى تفرضها أمريكا عليها بذريعة ملفها النووى وأنشطتها فى المنطقة.

الزيارة مهمة وتاريخية بالفعل لاسيما وأنها الأولى لرئيس ايرانى منذ 2008، ولأنها الأولى لروحانى منذ انتخابه لرئاسة إيران فى 2013.

وتأتى تزامناً مع ظروف اقتصادية وسياسية معقدة تسببت فيها إدارة ترامب عبر العقوبات التى فرضتها على ايران.

جاءت زيارة الرئيس روحانى للعراق لتبعث برسالة مزدوجة ذات مغزى للبيت الأبيض عمادها تحرك إيران وانفتاحها على العراق الذى تحل الذكرى السادسة عشرة لاجتياح أمريكا له فى العشرين من مارس 2003، ولقطع خط الرجعة على العقوبات التى فرضتها أمريكا على طهران فى أعقاب انسحاب ترامب من الاتفاق النووى فى مايو من العام الماضى وفرضه دفعتين من العقوبات فى شهرى أغسطس ونوفمبر من نفس العام بهدف تعجيز الاقتصاد الايرانى بشكل يؤدى إلى اثارة الشارع ضد النظام فى مسعى لإسقاطه وقد باءت المحاولة الأمريكية بالفشل الذريع.

كما أن الزيارة تأتى دعماً للعلاقات بين دولتين جارتين، وبالتالى فإن تقارب العراق وإيران يصب بالإيجاب فى صالح الدولتين ولا يشكل محوراً ضد أى جهة.

ويظل الهدف الرئيسى من الزيارة الخروج من بوتقة إرهاصات العقوبات التى فرضتها أمريكا ظلماً وعدواناً على إيران من أجل تضييق الخناق عليها، وبالتالى كانت زيارة الرئيس حسن روحانى للعراق بمثابة الصفعة الموجهة لإدارة ترامب بعد أن قلبت لإيران ظهر المجن عندما تبنت سياسات لا أخلاقية غيبت من خلالها الحقائق.