عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يُعد الاستثناء أفة مجتمعية، ففي بعض الأحيان يكون هدفها تمرير بعض من الأمور الخاطئة أو التجاوز عن شيء غير مرغوب فيه أو التخطي عن أمر محسوم لتبرير أو إنهاء مصلحة ما. ومن ثم؛ يتبادر إلى الذهن عدد من الأسئلة: فمن المستثنى؟، وعن ماذا يُستثنى؟، وما الغرض من الاستثناء؟

بدايةً حول ماهية الاستثناء، فهو الخروج عن المألوف والاعتياد للوصول إلى أغراض غير شرعية، والمستثنى عادةً هو شخص غير قادر على الوصول إلى أهدافه بطرق شرعية؛ فيلجأ إلى حيل لتحقيق أهدافه وقد يكون ذلك من أجل الوصول إلى منصب كبير، أو تحقيق ثروة طائلة، أو تخليص أوراق رسمية، أو تحقيق منفعة شخصية. وهو بالتالي شخص مستغل للظروف، وتكون وسيلته دائرة معارفه أو قدرته المالية؛ وبالتالي يصل إلى ما يرنو إليه مضيعًا حقوق آخرين.

فالاستثناء قد يضيع حق مريض في العلاج أو حق مستحق للوصول إلى منصب كبير أو طالب في تحقيق ذاته أو من يستحق من ذوى الكفاءات والقدرات الخاصة من تحقيق احلامهم والوصول إلى أهدافهم بطرق وأساليب شرعية ومقبولة. فالغرض من الاستثناء هو قلب موازيين الأمور وتصعيد من لا يستحق ليعتلي المناصب والمراكز بطرق وأساليب غير مقبولة في المجتمع.

إن ظاهرة الاستثناء ما هي إلا أفة كبيرة الغرض منها تدمير المجتمع من جذوره وإثارة الفتن بين أبناء الوطن وزعزعة الاستقرار بحجة الوصول إلى أهداف لمن لا يستحق على حساب كل من يستحق.

إن هذه الظاهرة ليست لها ضرر معنوي فقط يقع على الشخص الذى يستحق وتضيع فرصته فحسب، بل إن لظاهرة الاستثناء أبعاد اجتماعية ونفسية واقتصادية خطيرة، فالشخص الذى يضيع حقه يشعر بحالة من الذل والهوان وفقدان الأمل في الحياة، كما أن من لا يستحق قد ينتفع من خلال تمريره بشكل غير شرعي لتولى مناصب راقية وهو غير كفء أو أهل لها؛ فيضيع على الشركة أو المصلحة التي يعمل بها كثير من الفرص والأموال الطائلة، كما إن ظاهرة الاستثناء تولد حالة من الفتور وتمزيق العلاقات ليس فقط بين أبناء الأسرة الواحدة بل من خلال شرائح عدة من المجتمع.

إن لهذه الظاهرة السيئة أضرارها وأثرها السلبي على المجتمع، وإن المجتمع في حاجة ملحة لاستبعاد هذه الأفة من حياتنا اليومية كي يصل الحق لأصحابه وكى نتجنب حالة الكراهية والبغضاء التي تسود عموم المجتمع في ظل وجود مثل هذه الظواهر السلبية في حياتنا. اتمنى أن تصل رسالتي لكل صاحب ضمير حي وكل ذو عقل بصير كي يكون منصفًا وعادلاً قدر المستطاع وأن ينحى ظاهرة الاستثناء حتى تسود روح المودة والمساواة بين أبناء الوطن لتحقيق استقراره وجنى ثمار الإيجابيات الكبيرة في كثير من الأمور اليومية في حياتنا.