رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أنوار الحقيقة

 

 

نشر بجريدة الأهرام يوم 12 مارس الحالى أنه قد وقع منذ أكثر من عام جريمة غريبة وبشعة، حيث أجبر زوج عاطل زوجته الثانية على قتل أطفالهما الثلاثة بإغراقهم داخل إناء مملوء بالماء للشك فى نسب هؤلاء الأطفال، ثم تخلص المتهم منهم بإلقائهم فى مصرف لإخفاء الجريمة، وذلك بمساعدة الزوجة الأولى للمتهم، وعندما هددته زوجته الأولى بفضح أمره وضع مادة كاوية داخل عينيها مما أفقدها البصر بعد تعديه عليها بالضرب المبرح.

وقد كشفت المتهمة لغز الجريمة وكشفها مصادفة خلال مداخلة تليفونية كانت تتضرر فيها من زوجها الذى أفقدها البصر ليسقط فى أيدى مفتشى قطاع الأمن العام ومعها زوجة الأب الأولى، وتم إحالتهما إلى النيابة العامة التى باشرت التحقيق وأمرت بحبس المتهمين.

وتمت عملية الضبط تنفيذًا لتوجيهات وزير الداخلية اللواء محمود توفيق الذى أمر اللواء علاء سليم مساعد الوزير لقطاع الأمن العام بسرعة كشف لغز استغاثة إحدى السيدات فى برنامج تليفزيونى «توك شو» لتضررها من قيام زوجها بالتعدى عليها بالضرب والتعذيب بدنيًا وحرقها بمواد كيماوية مما أدى إلى فقدانها البصر.

وعلى الفور تم تشكيل فريق بحث من مفتشى قطاع الأمن العام وبالتنسيق مع أجهزة البحث الجنائى لكشف حقيقة هذه الجرائم، وقد قامت اللجنة بتحديد السيدة المصابة بالعمى التى ظهرت فى مقطع الفيديو، والتى تبين أنها ربة منزل تدعى «إيمان» وعمرها 32 عامًا، وكانت تقيم بالسيدة زينب ثم انتقلت إلى الإقامة بالمرج.

وأثناء التحقيق حول مضمون مقطع الفيديو الذى ظهر فى البرنامج أقرت بأنه قد سبق لها الزواج فى أبريل سنة 2014 من عاطل، وكانت تقيم بالمرج معه ثم انتقلا إلى الإقامة بمنطقة الزاوية الحمراء، وكان متزوجًا من زوجته الأولى، وأضافت فى أقوالها أن زوجها اعتاد التعدى عليها بالضرب مع تعذيبها، وأنها أنجبت منه ثلاثة أطفال، «ملك» 4 سنوات، «چنى» 3 سنوات، وطفل حديث الولادة!! وقد استمر هذا الزوج فى تعذيبها بالاشتراك مع زوجته الأولى «هالة» التى يبلغ عمرها 50 عامًا، وهى ربة منزل.

وأضافت أنهما أجبراها على قتل أطفالها الثلاثة بدعوى الشك فى نسبهم للزوج، وقد قامت بتنفيذ ما طلب منها!! وقتلتهم واحدًا تلو الآخر على فترات متباعدة بواسطة الإغراق لكل منهم بوضعه فى داخل إناء مملوء بالماء حيث فارقوا الحياة منذ عام ونصف العام، وقد قام الزوج بمساعدة زوجته الأولى بالتخلص من جثثهم بمكان غير معلوم، وأنه منذ عام ونصف العام حدثت مشادة بين المتهمين، وهددت خلالها بفضح أمرهما وتعدى عليها الجانى من خلال وضع مادة كاوية داخل عينيها باستخدام سرنجة وبمساعدة زوجته الأولى مما أدى إلى فقدها الإبصار، كما قام بطردها من المنزل، وبضبط الزوج المتهم تبين أنه يرتدى ملابس رثة ويعانى من اضطرابات وخلل فى الإدراك وبه إصابات، وبعرضه على مستشفى باب الشعرية الجامعى ورد تقريره الطبى يفيد بأنه مصاب بخدوش وسحجات أسفل الظهر والبطن وأسفل الساق اليسرى وبمواجهته بأقوال زوجته الثانية ادعى قيامها بقتل أبنائه مع قيام زوجته الأولى بالتخلص من جثث الأطفال بمكان غير معلوم.

وأظن أنه لا بد من التدقيق والتعمق فى التحرى والبحث الجنائى عن مدى صحة أقوال المتهم بالنسبة لارتكاب هذه الجرائم منه، وكيف أمكن إخفاء ذلك على المجنى عليه، والحقيقة أن التحقيق فى هذه الجرائم الخطيرة يجب أن يكون عميقًا وموضوعيًا ومدعمًا بأدلة مادية معقولة وثابتة، وعمومًا فإن هذه الجرائم لا يمكن التسليم بصحة وقوعها وكشفها إلا بتحقيق معمق وجاد وينبنى على الشهود والأدلة المادية الواضحة والكافية للتوصل إلى نتيجة سليمة مبنية على الموضوعية والواقعية مع كفاية الأدلة المادية.