عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

تردد فى الآونة الأخيرة أن العديد من الأسلحة التى استخدمتها الهند ضد باكستان مؤخراً صناعة إسرائيلية، ما يؤكد على حالة التواصل والتفاهم بين إسرائيل والهند التى كانت فى يوم من الأيام من أكثر داعمى القضية الفلسطينية، ولكن المصالح تتصالح، خاصة أن التعاون العسكرى بين الدولتين الهندية والإسرائيلية قائمة منذ 1992، حيث أقيمت العلاقات رسمياً بين البلدين، وحسب مصادر إسرائيلية، بلغ حجم التجارة العسكرية بين الدولتين، مليار دولار سنوياً خلال الخمس سنوات الماضية، علماً أن الهند وقعت مؤخراً على صفقة أمنية، تعتبر الأكبر فى تاريخ إسرائيل، وهناك العديد من الاتفاقيات فى مجالات الابتكار والتنمية والعلوم والتكنولوجيا والفضاء، يمثل التعاون بين إسرائيل والهند، بمباركة من الولايات المتحدة، فثمة مصلحة أمنية مشتركة للبلدين فى منطقة غير مستقرة من العالم.

والجميع يعلم أنه فى 21 يناير 2008، تم إطلاق صاروخ هندى من قاعدة «سريهاريكوتا» الفضائية فى المحيط الهندى يحمل قمر التجسس الإسرائيلى «بولاريس» الذى يعد الأكثر تطوراً بين أقمارها التجسسية، وإطلاق مؤسسة بحوث الفضاء الهندية للقمر الإسرائيلى يلقى الضوء على تنامى العلاقات العسكرية والمخابراتية بين إسرائيل والهند.

والقمر الصناعى «بولاريس» هو أول قمر إسرائيلى مزود برادار ذى قدرة فائقة على التقاط الصور فى جميع الظروف الجوية، إذ يخترق الرادار الغيوم أو الضباب، ليلتقط صور الأشياء على الأرض، وقد تم إطلاقه من جنوب الهند فى مدار قطبى، ليغطى مواقع فى إيران، بما يخدم خطط الجيش الإسرائيلى، إلى جانب أن امتلاك الهند لقدرات التصوير المتطور ضرورى جداً لتطوير قدرات الإنذار المبكر، تحسباً لأى هجوم من باكستان أو الصين.

والعجيب أن العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والهند جاءت بالتزامن مع عملية مدريد للسلام بين العرب وإسرائيل التى خلقت مناخاً دبلوماسياً ملائماً للهند للمضى أبعد من الاتصالات غير الرسمية مع إسرائيل قبل 1990، وبعد ذلك، عمل طاقم الرئيس بوش فى مجلس الأمن القومى سراً مع سفارة حكومة رئيس الوزراء (الهندى) «راو» فى واشنطن ليجعلوا ذلك أمراً ممكناً، وأعقبت ذلك اتصالات عسكرية، ثم تعاون دفاعى بين الطرفين.

فى عام 2000، ضغط رئيس الوزراء إيهود باراك على الرئيس كلينتون لتقديم المساعدة. خطرت للرئيس كلينتون فكرة مفادها: إذا كانت الولايات المتحدة لا تحبذ عقد صفقات أسلحة بين إسرائيل والصين، فإنها لا تعارض صفقات بيع الأسلحة إلى الهند، لأنها لا تثير الحساسيات التى أثارتها قضية تايوان. وبعبارة أكثر دقة، فإن بيع نظام «فالكون» للهند لن يلقى معارضة من واشنطن. أوضح كلينتون أن واشنطن لن تقلق بشأن التوازن العسكرى مع باكستان، كونها ليست ملتزمة بالدفاع عن باكستان، كما أن ميزان القوة العسكرية التقليدية فى عام 2000 يميل أصلاً لصالح الهند. وقد ناقش الزعيمان (الأمريكى والإسرائيلى) المسألة بالتفصيل على هامش القمة الإسرائيلية - الفلسطينية فى كامب ديفيد منتصف عام 2000، حيث توصلا إلى اتفاق حصلت إسرائيل بموجبه على الضوء الأخضر لمغازلة الهند.

والآن أصبحت الهند أكبر سوق لصادرات الأسلحة الإسرائيلية فى العالم. وشملت المبيعات نماذج مطورة من طائرة «ميغ21»، ودبابات «ت-72» المشتراة أصلاً من روسيا، ونظام «باراك» المضاد للصواريخ، ومعدات اتصال وقذائف موجهة بأشعة الليزر، ونظام «فالكون» للإنذار المبكر. لذلك فإن الترابط بين إسرائيل والهند فى الميادين التجارية والعسكرية والمخابراتية مفيد للبلدين، وكذلك للولايات المتحدة. ففى فترة تقل عن عقدين من الزمن، منذ أن تم تطوير العلاقات الدبلوماسية، قطعت الهند وإسرائيل شوطاً كبيراً على طريق التعاون بمباركة الولايات المتحدة.

ومن المعروف أن الهند اتفقت مع الصناعات الجوية الإسرائيلية على ما وصف بأنه "أكبر صفقة دفاعية" فى تاريخ الدولة، وبموجب الاتفاق، قامت الشركة الإسرائيلية بتزويد الهند بمنظومة دفاعية متقدمة من صواريخ أرض - جو متوسطة المدى، وقاذفات، وتكنولوجيا اتصالات. ولا عجب فالهند وإسرائيل متفوقتين فى تلك المجالات، ويكفى الفلسطينيين التناحر بين حماس وفتح!