عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

فرض ملف الإرهاب نفسه بإلحاح على قمة شرم الشيخ العربية - الأوروبية التى عقدت يومى 24 و25 (فبراير) لتتأكد من جديد ضرورة تفعيل المسئولية الجماعية فى مواجهة الإرهاب حيث إن «الجميع فى قارب واحد» وأنه لا توجد دولة واحدة فى العالم تقف بمنأى عن خطر الإرهاب ودعونا فى هذا المقام أن نتوقف أمام مقولة مفادها (أن هناك مسئولية عالمية تستلزم تعاونًا دوليًا على الأصعدة كافة لمواجهة ظاهرة الإرهاب) وبقدر الاقتناع التام بدلالات ومضمون هذه المقولة بقدر ما نكتشف أن النشاط الإرهابى ليس له وطن أو دين ويتناسب طرديًا مع مدى وقوف دول وقوى إقليمية ودولية بعينها وراءه ظهيرًا يساعد على تناميه ويمده ويدعمه بالمال والعتاد والسلاح والغريب أن دولًا تدعو إلى إعلان الحرب على الإرهاب ثبت بالدليل القاطع أنها وراء نشأة العديد من التنظيمات الإرهابية بدءًا من تنظيم القاعدة فى السبعينيات وانها استغلت ووظفت الإرهاب لتحقيق سياساتها وترسيخ مصلحتها وهذا يثير العديد من التساؤلات التى تحتاج إلى إجابة.

من أين جاءت ملايين الدولارات التى اكتشفت مع أفراد من الدواعش عبروا الحدود السورية إلى العراق مؤخراً؟ ومن هو ممول هؤلاء وغيرهم وقد يكون ما يخفى أعظم بكثير؟ ولماذا حث البعض دواعش سوريا على التوجه إلى دول آخرى بالمنطقة عبر إسرائيل؟ وأليس هناك تناقض ما فى الخطاب الدولى بشأن الإرهاب؟ ولماذا لا توجد حتى الآن استراتيجية لاجتثاث الإرهاب من منابعه؟

فى المؤتمرات والمنتديات العلنية يندد البعض بالإرهاب ويتضامن مع ضحاياه فى كل مكان ويدعو إلى التعاون الأممى للحرب على الإرهاب ثم يختلف المشهد عندما نجد هذا البعض وفى الغرف المغلقة يدبر الخطط ويرصد الأموال للتنظيمات الإرهابية من أجل تنفيذ عملياتها هنا أو هناك!

هل نحن أمام لعبة لإجبار الحكومات والشعوب على الانصياع لإرادة قوى عالمية أو إقليمية تحاول إعادة صياغة العالم من جديد إلى دول قوية تسيطر وتوجه «بكسر الجيم» ودول خانعة ضعيفة وتوجه «بفتح الجيم» ويصبح استغلال ظاهرة مثل الإرهاب أداة طيعة لتنفيذ مخططات التدخل فى الشئون الداخلية للدول الأخرى؟

يمكن القول إن الإرهاب تاريخياً فى الأصل ظاهرة استخباراتية خلقت مساحات عريضة من الضغوط والمساومات والتحايلات فى العلاقات الدولية تلعب فيها بلا شك الدبلوماسية والمفاوضات الهادئة دورًا كبيرًا فى توجيه المصالح والتأثير على موازين القوى لا سيما فى المناطق الساخنة فى العالم مثل منطقة الشرق الاوسط كما يلعب أيضًا ما يسمى Dirty Works دورًا آخر خفيًا حيث تصب كل هذه الأدوار فى سياسات المصالح التى تحكم العلاقات بين الدول ليسود نموذج الدول القوية والدول المستضعفة وهو نموذج سياسى أكثر منه اقتصادياً لأن معيار القوة والضعف مرتبط بمعيار التقدم والتخلف ونلاحظ أن الإرهاب لا يفرق بين النوعين من الدول لكنه يظل ورقة مشتعلة بأيدى دول قوية ومتقدمة تستغله لمصلحتها بينما الدول الضعيفة أو المتخلفة تظل هى الضحية الأولى لظاهرة الإرهاب.. ونواصل الحديث فى الأسبوع القادم إن شاء الله.