عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لأول مرة أستعين بشيخ ممن يدعون فك العمل وإبطال السحر.. بدأت أتصفح موقع «اليوتيوب».. فيديوهات على كل شكل ولون.. نصائح وإرشادات.. طرق علاج مختلفة.. اخترت الشيخ «.. » واتصلت به تليفونيًا وأخبرته بحالة ابنتى الشابة التى تغير سلوكها ومشاعرها عقب زفافها.. شرحت له ما تعانيه وما طرأ عليها.. سألنى عن سنها ومكان السكن، وأخبرنى أنه فى انتظارنا فى المكان الذى يجلس فيه عقب صلاة المغرب أو العشاء.. ثم قال «أنا بآخد ١٠٠جنيه، واللى مش معاه مبخدش منه.. ودى كانت أول صدمة.. وطبعا لظروفى الصحية طلبت منه الحضور إلينا، فرد على طلبى بكل وضوح: أنا مش عاوز أكلفك.. لو أنا اللى جيت حاجى بـ«أوبر» أنا جيبى مفهوش ربع جنيه (!!).

تلقيت الصدمة الثانية بصدر رحب ووافقت.. لم يستغرق الوقت الذى قضاه معنا سوى أقل من ساعة.. نصفها يسمع ما تعانيه ابنتى (!!) وبعدما قصت عليه حالها طلب منها أن تغمض عينيها.. وطلب منى دون أن تسمعه ابنتى وعن طريق لغة الإشارة «أجندة» بدا على وجهى علامات الاستفهام والتعجب، فغمز لى بطرف عينيه مع ضم أصابعه الخمسة بما يعنى أن أنتظر وألتزم الصمت، أخذ الأجندة ووضعها على رأسها وراح يحركها بهدوء ثم قال «اخرج بهدوء دون أذى.. دا كتاب الله.. المصحف الشريف.. إن لم تخرج سأقرأ عليك الصافات لتحترق».. فى ذلك الوقت شعرت ابنتى بدوار وهى مغمضة العينين، مقتنعة أن فوق رأسها المصحف وليس أجندة عادية.. ثم راحت شيئًا فشيئًا وهو يحادثها إلى أن فقدت الوعى وارتمت على الأريكة التى تجلس عليها.. أخذنا نحركها وننادى عليها إلى أن فاقت.. قال الشيخ خلاص هى كدة مفهاش حاجة وزى الفل واستأذن للرحيل فى عجالة، سألته لماذا لم تقرأ قرآن؟ ران على وجه الخجل وقرأ القليل فى دقيقتين.. تؤمر بإيه سألته فى ندم.. فقال لا شىء سوى حساب «أوبر» كام؟ سألته والدم يغلى فى عروقى ٢٥٠، بلغ غضبى منتهاه.. ليه دى المسافة بينا وبينك رايح جاى نصف ساعة لا أكثر.. رد فى برود حضرتك الطريق زحمة ودا سعرهم ومتنسيش كمان أنه واقف تحت منتظرنى.. أعطيته المبلغ.. طيب والهبة بتاعتى سألنى فى سماجة.. أعطيته ٣٠٠ جنيه وابنتى كما هى حتى الآن.. ماذا أفعل؟!

تلقيت هذه الرسالة تزامنا مع تصريح للدكتور محمود شلبى أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية بأن الشخص الذى تم عمل سحر له، عليه ألا يجزع ولا يحزن ولا ييأس، وأن يكون على يقين بأنه لن يضره شىء إلا بإذن الله تعالى.

وقدم «شلبى» روشتة عبر البث المباشر بالصفحة الرسمية لدار الإفتاء على الـ«فيس بوك»، فى إجابته عن سؤال: «ما طريقة إبطال السحر والحسد عمومًا؟ »، أن عليه أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى.. هذا الخبر أثار فى نفسى عدة تساؤلات:

أولا: لماذا لم تخصص دار الإفتاء أو الأزهر الشريف وحده لمساعدة المواطنين فى علاج السحر والحسد، أسوة بنجاح وحده «لم الشمل» التى ساهمت فى تراجع نسبة كبيرة من حالات الطلاق ولم شمل الأسرة.

كذلك الجهد الملموس فى رقم «107» خدمة هاتف الإفتاء من خلالها يستطيع السائل من إلقاء سؤاله والحصول على الإجابة عن طريق الهاتف. فى نفس اللحظة ومن مصدر موثوق فيه تدخل المؤسسات الدينية مطلب عاجل ولا بد منه.. بعد أن بلغ إنفاق المصريين على علاج السحر وإبطال العمل ١١ مليار دولار سنوياً. وذلك بالتصدى ومحاربة ومراقبة كل من تسول نفسه النصب على المواطنين باسم الدين، عن طريق الترويج بفيديوهات أو بث برامج تلفزيونية دون رقيب أو حسيب.

يا سادة.. فى مصر ملايين من الأسر تعانى المس والسحر والعين وتغرق فى مستنقع شيوخ الدجل والإثارة.

[email protected] com