عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوال مصرية

يحظى الزعيم الوطنى سعد زغلول قائد ثورة 1919 التى تحل الذكرى المائة لها هذه الأيام – 1919- 2019، بوضعية خاصة بين الكتاب والمؤرخين لأهمية الثورة التى قادها بين كل ثورات المصريين من جانب، ولثراء شخصيته وجسامة الدور الذى قام به من جانب آخر، قد تختلف أو تتفق مع الزعيم الوطنى حول رؤيته للاحداث وقراءته لها والتصرف بشأنها أو حول بعض تصرفاته الشخصية، لكنك فى كل الاحوال لا بد أن تنحنى احتراماً لهذه القامة الوطنية التى قلما يجود الزمان بمثلها حتى اعتبره مؤرخون ذاكرة وطن.

يعتبر سعد زغلول قائد ثورة 1919 ومفجر تلك الثورة العظيمة التى غيرت مصير الوطن والمنطقة والعالم، وهو أول الزعامات التاريخية لحزب الوفد العظيم ليتولى المسئولية بعده مصطفى النحاس ثم فؤاد سراج الدين، اللذين تسلما منه راية الوطنية واستكملا طريق النضال نحو الديمقراطية والاستقلال والحفاظ على الدستور، حتى عاشت مصر أزهى عصورها الليبرالية قبل يوليو 1952، وقد حدث هذا رغم أن الوفد لم يستمر فى الحكم سوى أكثر من 7 سنوات متقطعة، لكن التحديات كانت هائلة سواء من المحتل الإنجليزى أو الملك الذى يملك ولا يحكم أو من أحزاب الأقلية التى لعبت لصالحها أو لصالح الملك أو الإنجليز ولم تضع المصلحة الوطنية فى اعتبارها أبداً..

يقول عباس العقاد فى كتابه «سعد زغلول زعيم الثورة»: لم يكن سعد مستعمراً رجعيٍّا ولا يائساً من بنى الإنسان ولا اشتراكيٍّا ولا قارئً متبعاً لآراء الاشتراكيين، ولكنه كان رجلاً  مطبوعاً على نجدة الضعيف وإغاثة المظلوم، فلا غرابة عنده فى هذه العاطفة، وكان قانونيٍّا يقدس القوانين والشرائع فلا غرابة لديه فى التوسل بالتشريع وحقوق المعاهدات لفض المشاكل وإصلاح الآفات، لذلك رحب بالدعوة الولسنية ولم يستبعد تحقيقها كما قال فى خطابه بمنزل حمد الباسل باشا.

وعن زعامة سعد يذكر العقاد: هذه الزعامة هى التى التقى حولها المصريون فعلموا أنهم أمة، وعلموا أنهم مسلمون ومسيحيون ولكنهم أمة، وأنهم رجال ونساء ولكنهم أمة، وأنهم شيب وشبان ولكنهم أمة، وأنهم حضريون وريفيون ولكنهم أمة؛ فانبعثت للأمة حياة ماثلة إلى جانب حياة كل فرد وكل طبقة وكل طائفة وكل جنس وكل دين، ورأينا الأيام التى نسى فيها اللص أنه سارق ولم يذكر إلا أنه مصرى من المصريين، ونسيت فيها البائسة الموصومة أنها متاع مهنى ولم تذكر إلا أنها مصرية تطالب بقضية، وفهم حتى هؤلاء أن هنالك معنى من معانى الرفعة الإنسانية يسمى الشرف ويسمى الحياء، بل رأينا السنين التى لبث فيها المئات والألوف يسامون الخسار، فيقبلون الخسار ولا يقبلون المراء فى العقيدة، ويُخيرون بين منفعة النفس ومنفعة الأمة التى يدينون بها، فيختارون منفعة الأمة ولا يحفلون بمنفعة النفس ولا بمنافع الآل والبنين. وتلك غنيمة قومية لا تدخل فى حساب الأرقام، ولكن الأمة التى تهملها وتبخس قدرها لا تدخل هى نفسها فى حساب.