عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد:

الإنسان مهما طالت حياته تنتهى بذكرى فقط.. والإنسان سيرة، أما الصحفى والأديب وكل من يعمل بالكلمة التى أقسم بها الله عز وجل فهو «سمعة» فى حياته ومماته.. ولهذا سيظل أستاذى نبيل زكى الصحفى المحترم والكاتب الصادق والأستاذ المخلص لكل تلاميذه والوفى لزملائه.

تشرفت بمعرفة الأستاذ نبيل زكى عندما التحقت بالسنة الأولى بمعهد إعلام القاهرة ـ الذى سرعان ما تحول لكلية الإعلام ـ وكلفتنا كمجموعة الأستاذة القديرة د. عواطف عبدالرحمن بتنفيذ عدة أبحاث عن الصحافة فى بعض الدول ومنها الصحافة بالدول الشيوعية فى ذ لك الوقت وقالت لنا ـ أطال الله عمرها ـ عليكم بصحف مجلة الطليعة والتى كانت بمثابة منبر اليسار وتصدر عن مؤسسة الأهرام وبعض الأساتذة اليساريين ومنهم بالاسم كل من أ. نبيل زكى وأ. حسين عبدالرازق ود. لطيفة الزيات وصلاح عيسى عليهم جميعاً رحمة الله.

وذهبت لأول مرة لدار أخبار اليوم وقابلت الأستاذ نبيل زكى وكان ترحيبه بطالبة بالسنة الأولى لم يمض على التحاقها بالجامعة سوى شهرين فقط لا ينسى ويكفى أن انتظرنى على باب المؤسسة واصطحبني لمكتبه وقدمني للراحل العظيم أ. مصطفى غنيم وصحبنى لصالة تحرير أخبار اليوم الشهيرة، حيث يجلس العظماء أمثال أ. محمد فهمى عبداللطيف وأ. محمد زعزع ووعدنى بمجموعة مقالات مترجمة ونماذج لبعض الصحف الشيوعية والتى تصدر مترجمة الى العربية وعلىَّ أن أحكم بنفسي وأختار ما أراه لعمل البحث المطلوب.. وبعد أسبوع وقبل الموعد الذى حدده الأستاذ نبيل بيومين تم القبض عليه فى قضية أدان الرئيس السادات فيها رموز اليسار وشعرت بالانزعاج حيث تم القبض أيضاً على المصدر الثانى للبحث وهو الصحفى صلاح عيسى عليه رحمة الله.. ونصحتنى د. عواطف عبدالرحمن بالانتظار حتى تختار عدداً من أساتذة الإعلام اليساريين وداعبتنا قائلة ربما يتم القبض عليهم أو علىَّ أنا شخصياً..

وتلقيت فى اليوم التالى لاعتقال أ. نبيل زكى اتصالاً هاتفياً من أستاذنا مصطفى غنيم يخبرنى فيه أن أ. نبيل ترك مظروفاً به مادة البحث لدى والدته و سوف ترسله لى اليوم وغداً عليك بالحضور لمكتبي لتسلمه.. وشكرته وأنا فى دهشته طغت على فرحتى بعمل البحث وربما نكتفى بما أرسله لنا أ. نبيل زكى لننجح نحن وهو معتقل وسجين والطريف أن الضابط الذى قام بالقبض عليه اصبح عضواً بالبرلمان فيما بعد ورآنى بمكتب الراجل العظيم د. رفعت المحجوب وهو رئيس البرلمان عام 1989 واذا به يحكى القصة أمام عدد من النواب وسامى مهران أمين عام مجلس الشعب مؤكداً احترامه لأستاذى نبيل زكى.

وبالأمس رحل الأستاذ نبيل زكى بخلقه الرفيع وسلامه النفسي واحترامه وتقديره للآخرين ذهب بآرائه وعمله وجهده لآخر نفس استطاع تنفسه، كان متوازناً حتى فى كل ما تحمس له وحسن الظن بالجميع وإن أخطأ فى تقييم شخص ما كان يقول لى «أعمل إيه ربنا يسامحنى وأجمل ما فى الكون أن الله عز وجل رب نوايا وقلوب» وسعدت بلقائه فى السنوات الثلاث الأخيرة بمنظمة التضامن الآسيوى الأفريقى بانتظام.

أستاذى نبيل زكى: علمتنا الكثير صحفياً وأخلاقياً وكنت صبوراً تنتظر جثث أعدائك على النيل تطفو ظلماً وغروراً.. كان تواضعك فى ذهابك لنقابة الصحفيين لتستخرج بنفسك «الكارنيه».. وتدفع الاشتراك وتقول أريد مصافحة الموظفين وأتذكر ما عشته بالمبنى ـ القديم والحديث ـ من نضال وحزن وفرح وضحك والقمم التى ذهبت لرب كريم وأصبحت تراباً.

رحم الله أستاذى نبيل زكى وعوضنا خيراً لأن المصنع الذى أنجب أمثاله للأسف تم إغلاقه ولنا الله.