رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

النص الأدبى والفنى سيظل أبداً هو العمود الفقرى وحجر الزاوية لأى كيان إبداعى درامى، ولن يفلح كل من يحاول أن يفرض سطوة المال والنجوم أصحاب شباك التذاكر الإعلانى ويكتب سيناريو مهلهلا مفصلا على مقاس نجم أو نجمة إعلانات وفضائيات، وقد أثبتت الدراما التليفزيونية ذاتها فى التسعينيات والثمانينيات وبدايات الألفية ثم انحدر المستوى الفنى والإقبال الجماهيرى مع ظهور وطغيان دراما النجم والنجمة وشركات الإنتاج الإعلانية وبعد الثورة وصل الحال إلى دراما الورش التى أنتجت أعمالاً فقدت كل البريق والجماهرية والتواجد على الشاشات المصرية والعربية ونقلت الدراما التركية والهندية السوق وجذبت كل البساط من تحت أقدام شركات الإعلانات التى هيمنت على الإنتاج الدرامى..

وفجأة ظهر عمل درامى فرض تواجده على الشاشة والمشاهد وعلى الناقد ذلك هو مسلسل «أهو ده اللى صار» للكاتب كمال عبدالرحيم والمخرج حاتم على بطولة المتميزة والمتجددة للنجمة المصرية الشابة «روبى» والفنان المتمكن «أحمد داود» وهما يقدمان عملاً درامياً فنياً يحمل فى طياته عبق التاريخ المصرى الحديث مع إرهاصات السياسة والفن والدين فى إطار الحب الصوفى الممزوج بعبير الحب الرومانسى الذى يذكرنا بقصص وحوارات وحكايات ألف ليلة وليلة وسندريلا.. ففى هذا العمل الدرامى نجد الكاتب المبدع كمال عبدالرحيم يعود متألقاً فى قلب النموذج الروائى للحكاية على لسان شهرزاد فإذا بقصة حياة كاملة لوطن ولأسرة من خلال قصر «نوار باشا» يتم حكايتها وروايتها على لسان البطل الشاب يوسف حفيد نوار باشا كما يبدو من البدايات.. وهنا يلعب الكاتب على تقنية الحكى  والقص المتوازى ما بين الماضى الذى يعود تاريخه إلى «ثورة 1919» والحاضر الذى يصدمنا بماديته وفراغه الفكرى والثقافى وتواجد هؤلاء المتأسلمين الجدد الذين يؤمنون بمبدأ التقية والتخفى وراء ستار المدنية والعلمانية وقد يكون الأباحية ليذوبوا بين الناس فى المجتمع الكافر كما يصفونه حتى يتمكنوا من الانقضاض عليه والوصول ليس إلى الجنة وإنما الدنيا والحكم والسلطة فى حوار بديع بين حفيد الشيخ «الزهار» وبين حفيد «جونى منصور» الإنجليزى الذى أسلم.. قصة الحب بين «نادرة» ابنة الخادم الصعيدى زكريا «محمود البزاوي» وبين «يوسف بك» ابن «خديجة هانم» المتمسكة بالأصول والعادات المحبة لابنها ولأصلها ولذلك القصر هى قصة حب تمثل صراع الطبقات فى تلك الفترة مع رومانسية الأبعاد وقضية ضرورة تعليم الفتيات، لأن التعليم للرجل والمرأة يجعلهما أكثر شفافية ونقاء وإنسانية  كما تقول «نادرة» ... وفى خط متوازٍ تظهر الصحفية سلمى ابنة رجل المال والجاه «فريد بك» لتقع فى غرام يوسف الحارس والوريث لقصر نوار باشا.. وهنا أيضاً نجد أن الحكاية ليست سندريلا والأمير وإنما تلعب سلمى دور الأمير ويوسف هو سندريلا ولكأن الكاتب قد حول القضية برمتها من ماضٍ تحكيه شهرزاد وتنتظر عطف الملك المغرور إلى حاضر يحكيه الرجل الشاب الفقير يوسف لتقع فى غرامه الأميرة الصحفية سلمى وهذا التبادل فى الأدوار مع اللمسات الصوفية والرومانسية والحكايات التاريخية الثقافية أثار الدهشة والإعجاب وجذب المشاهد بالتشويق والحوار مع وجود عدد كبير من الشخصيات والقصص المتوازية فى حكايات على بحر الملحن والمطرب الشاب فرح والراقصة أصداف والمنتج البساطى والشيخ الزهار والكاتب المؤرخ البريطانى جونى منصور والأب زكريا المنشد الصوفى والأم خديجة هانم والخادمة بمبه والسايس يسا والعلاقة المتشابكة بين المال والأهل والحب والفن والصوفية والتطرف والفساد..  «سوسن بدر» متألقة كالعادة و«أروى جودة» و«محمود البزاوى» و«محمد فراج» ويظل لـ«روبى» و«داوود» و«حاتم على» التربع على القمة فى رائعة كمال عبدالرحيم  «أهو دا اللى صار».. يا شيخ سيد...