عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

نتوقف أمام التساؤل العابر الذى ذكره الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال الندوة التثقيفية أمس الأول.. وهو التساؤل الذى يطرحه البعض: لماذا لم يتحقق الحسم الكامل حتى الآن فى المعركة التى تخوضها القوات المسلحة والشرطة منذ 6 سنوات ضد عصابات الإرهاب على أرض شمال سيناء؟

•• نقول ببساطة:

إن من يطرحون هذا السؤال لا يدركون الحجم الحقيقى لتلك الحرب.. ولا يدركون أيضا طبيعة وأهداف هذه العصابات الإجرامية.. ومن يقفون خلفها بالتخطيط والتمويل بالمال والسلاح.. فهم ليسوا مجرد خلايا متشرذمة من المسلحين.. لكنهم يشكلون جيشاً حقيقياً منظماً وتابعاً لقيادة واحدة تدير شئونه وتنظيماته وعملياته.   

السؤال هو: مَن هؤلاء الذين نحاربهم فى سيناء؟

منذ أن بدأت معركتنا الطويلة هذه ونحن نحرص كإعلام على عدم تسمية هؤلاء السفاحين بما ينسبهم إلى تنظيم «داعش».. ربما يكون ذلك بدافع معنوى لعدم إثارة فزع العامة والبسطاء من أبناء الوطن الذين يروعهم ما حدث لأشقائنا فى سوريا والعراق وليبيا من أهوال على أيدى هذه العصابات الآثمة.

وقد يكون هذا المسمى هو الأكثر دقة من الناحية «التعريفية».. ذلك أنه من المعلوم أن «داعش» هى اختصار لمسمى «الدولة الإسلامية فى العراق والشام».. وأنها فرع لتنظيم عالمى أكبر وأشمل يعمل على إعلان «دولة الخلافة الكبرى» وفقا لما يُصدِّره لنا إعلام وساسة الغرب الذين لا تخلو أيديهم من التلوث بجريمة صنع وزرع هذا «السرطان المستفحل» فى جسد أمة الإسلام.

•• عملياً

لم نعرف حتى الآن لذلك «التنظيم العالمى الأكبر» اسماً غير «داعش».. وهو الاسم الذى اختير مؤقتاً لهذا التنظيم ليكون نواة لوهم «الخلافة» الذى خططوا لتمدده انطلاقاً من العراق والشام بعد أن يكتمل لهم السيطرة عليهما.. وبات واضحا من وجهة نظرنا أننا بالفعل نحارب «داعش» على أرض سيناء.. وتحديداً أرض مثلث رفح والعريش والشيخ زويد فى «شمال سيناء».. خاصة بعد أن أعلنت «عصابات الجرذان» المسلحة التى تتخذ من هذا المثلث مسرحاً لجرائمها مبايعتها لـ «داعش».

•• محللون يقولون:

«إن آخر معارك داعش بقيادة قطر هى معركة سيناء.. وسوف يتم القضاء عليهم وينتهى معهم مشروع التفتيت الصهيونى للدول العربية الموكل به حمد بن جاسم وزمرته».

هذا الكلام نراه الأقرب إلى الواقع والحقيقة.. خاصة بعد ما لحق بالدواعش من هزائم ساحقة فى العراق وسوريا وليبيا.. وأيضاً مع تحقيق الجيش المصرى انتصارات ميدانية كبيرة فى شمال سيناء.. وبعد نجاح الدولة المصرية فى بناء تفاهمات مع «حماس» تقوم بموجبها الحركة بإغلاق الحدود من جانبها أمام عناصر داعش الذين يتسربون عبر الأنفاق حاملين إلى أتباعهم السلاح والعتاد والأموال القطرية والتركية.

•• الطبيعي

إن وضع مصر.. الجغرافى والسياسى.. يشكل عنصر جذب كبيراً لفلول الدواعش الهاربين من العراق والشام وليبيا.. خاصة فى ظل استمرار وجود بعض الثغرات الأمنية على الحدود المصرية.. من الجانبين الفلسطينى والليبى.. والتى تسمح بتسلل بعض العناصر الإرهاببية إلى الأراضى المصرية للانضمام إلى عصابات شمال سيناء.. وأيضاً فى ظل إدراك «شيوخ منصر» التنظيم الدولى وأيضا شياطين الإمبريالية العالمية ومخططى التقسيم العنصرى الطائفى المذهبى للشرق الأوسط الجديد أن مصر هى حائط الصد المنيع والصخرة الصلبة التى انهارت أمامها كل أوهامهم ومغامراتهم الطائشة ومساعيهم الدنيئة.

•• وهو ما يعني

أننا بالفعل فى مصر نخوض معركة كبرى.. وصعبة.. حيث تجتمع علينا كل قوى الغدر والشر والعدوان.. هى معركة مصير.. وحرب فاصلة سيكون لنا النصر فيها بإذن الله، لأننا نخوضها بقوة وبوعى وصدق وإيمان.. وبتماسك جبهتنا الداخلية والتفافها حول قيادتها وجيشها.. وحتما ستكون لها نهاية.