رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

المتأمل لثورة 1919 يجد أنها كانت ملهمة للأمة والشعب المصرى دون أى توجهات أو انتماءات أو جماعات، فقد كان ما حدث نابعاً من القلب والفؤاد والشعور بحب الوطن والخوف عليه دون أى وازع مادى أو طمع شخصى، فقد كانت شخصية الزعيم سعد زغلول شخصية طاغية ولها تأثير دون إعلام وقتها أو ضجيج.

فقد كانت قوة وعظمة سعد باشا زغلول ذات تأثير على كل الشعب والأمة المصرية ولا تحتاج لكلمات ولا لوسيط، لأن وقتها لم تكن هناك لا إذاعة ولا تليفزيون ولا صحف ولا مجلات إلا القليل النادر ولا توجد بروباجندا.

كانت الأمة على فطرتها التى خلقها الله عليها، شعروا أن زعيمهم فى أزمة وكان يطالب بحريتهم واستقلالهم فتحركوا لشعورهم وإحساسهم الوطنى البريء دون وساطات ولا توجهات وتعليمات ولا ضغوطات ولا تعديدات ولا خوف ولا رغب.

هكذا ولدت الوطنية وحب الوطن وعشقه بسبب ذلك الزعيم الذى أنجبته مصر بعد سابقه أحمد عرابى ومصطفى كامل ومحمد فريد، ولذا فسعد زغلول من أهم الزعماء المصريين عبر التاريخ والشواهد كثيرة وعديدة للغاية، لأن ذلك الزعيم كان زاهداً فى الحياة ولا يرغب لا فى مناصب ولا مكاسب لذلك ولدت الثورة من رحم البساطة وليس العناء، من رحم البطولة الحقة والشعور الوطنى المكتسب بعدما وقف سعد زغلول باشا بكل شجاعة وجسارة فى وجه الإنجليز المحتلين وتحداهم، لذا فقد خرجت المظاهرات من مدرسة حقوق القاهرة يوم 9 مارس 1919 تندد بالإنجليز وأعوانهم وتطالب بعودة سعد زغلول لأرض الوطن وعندما شكل الطلبة وفدا منهم التقوا بعبد العزيز فهمى الذى طالبهم بالهدوء والعمل من أجل نيل المطالب.

وفى اليوم التالى خرج طلبة المدارس الأميرية والأزهرية فى مسيرات حاشدة ولم يستمر ذلك سوى 29 يوما حتى رضخت انجلترا لمطالب الشعب المصرى وعاد سعد يوم 7 أبريل 1919 ليهدأ الشارع المصري.

لذا فقد جاء فى خطبته فى وفد العباسية مساء 29 سبتمبر 1919: كدت بعد اعتقال الوفد الثالث أن يضعف أملى فى أن يتقدم وفد رابع ولكن ما لبثت أن أتت لى الأخبار بتأليف الوفد فأكبت هذه المهمة، لأن الوقت كان عصيباً، وكان عصيباً.

وكان يعتقد خصومنا أنه لن يتقدم أحد ليخلف من كان مسجوناً ولكنّ حسيب باشا وزملاءه خيبوا اعتقادهم وتقدموا لعضوية الوفد بلا خوف ولا وجل وهى همة وبطولة يجب أن تذكر للعاملين وتشكر.