رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج السطر

أكتب كى أترك عملاً صالحاً على هذا الكوكب. أرش رذاذ خير، وأرسم دروباً لما أتصوره حقاً، وأعتقده صواباً. أتدثر بالرضا وأطلب الستر ولا أبغى من تحذلقى ومقالى سوى ثلاثة أحرف جميلة تتهادى فى مخيلتى ذهاباً وإياباً لتكون اسم بلدى الأحب. مصر قصيدة العمر، ودوحة القلب.

تلك ديباجة أولى، قبل الولوج لمناقشة الأحادية الحاكمة لقضية تعديل الدستور. فبعيدا عن الموقف الخاص بالتعديلات إن كانت ضرورة، أم لا، أو حتى تصور البعض بكونها التفافاً على ما اعتبروه مكاسب ديمقراطية، فإن تعامل بعض الجهات مع الأصوات المعارضة يفتقد للحكمة ويبتعد عن الاحترافية.

إننى لا أجد مبرراً واحداً لذلك الخوف الذى انتاب البعض لقول قائل «لا» للتعديلات، ولا أتصور أن الدولة القوية تتأثر باختلاف البعض، الذى هو أحد الطبائع الأساسية للحياة.

ما الضرر أن يرفض أناس تعديل الدستور؟ هل يتصور أحد أن ذلك يمثل أغلبية فى المجتمع المصرى تصل إلى حد وقف التعديل؟ بالطبع لا. وأتصور أن نتيجة الاستفتاء محسومة مسبقا لعدة أسباب أهمها أن الناس -العامة- يقدرون الاستقرار ويرون التغير السياسى أمراً غير مستحب، ويقفون دوماً مع الدولة فى معاركها مع الإرهاب والفساد.

سيقول الناس نعم لتعديل الدستور، لكن ما يضر لو قال البعض لا؟.. ما يخيف إن كانت نتيجة الاستفتاء 80 - 20 أو حتى 70 - 30؟.. لمَ تخاف بعض الجهات من المختلفين؟.. لمَ تتبع أقوالهم وآراءهم على السوشيال ميديا كأدلة اتهام؟.. ولِمَ يحقق مع بعضهم تحت ذلك التصور؟

أن يرى البعض أن التعديلات ردة، أن يقولوا ذلك، أن يعبروا عن تصوراتهم بكلمات طيبة دون تحريض أو إساءات، أن يختلفوا، ويرفضوا، ويرفعوا حرفى «لا» فى وجه التعديلات لا يعنى أبداً أنهم خونة، وعملاء، وإرهابيون، وخارجون عن القانون.

أن يرى آخرون أن التعديلات ضرورة، وأن سلطات رئيس الجمهورية فى الدستور الحالى محدودة ولا تخول له اتخاذ قرارات لبناء دولة متقدمة متحضرة، وأن فترة بقائه لأربع سنوات لا تتناسب مع دولة نامية مثل مصر، لا يعنى أيضاً أنهم يبيعون دماء الشهداء ويؤلهون الحاكم، ويصفقون للاستبداد.

إننا فى تصورى نحتاج دروساً فى الحوار، وإيماناً حقيقياً بالقبول بالآخر. نريد أن نتدرب على الاختلاف، نستحسن التعددية، و«نفتح نوافذنا للرياح القادمة شرقا وغربا بشرط ألا تقتلعنا من جذورنا» كما يقول العظيم غاندى.

لقد تغلغلت الأحادية فينا على مدى عقود طويلة فصرنا نُنكر كل صوت شارد، ونختصمه، ونعاديه، ونراه هدماً. أصبحنا نتصور الرأى الآخر كراهية، وانتقاصاً، وتآمراً.

وإذا كان «فولتير» عليه المحبة، يعلمنا درس التعددية بقوله «إننى أختلف معك فى الرأى لكنى على استعداد أن أدفع رأسى ثمناً لتقول رأيك» فإن لدينا من هم على استعداد أن يدفعوا رؤوسهم ثمناً لتخرس.

والله أعلم.

 

 

[email protected]