رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

قبل مائة عام، وعلى وجه التحديد فى 23 مارس سنة 1919، قضت المحكمة العسكرية بإعدام البكباشى(المقدم) محمد كامل محمد مأمور بندر أسيوط، وفى 10 يونية من نفس العام، نفذ حكم الإعدام، المحكمة العسكرية شكلت من ضباط بريطانيين، والتهمة التى وجهت للبكباشى محمد هى قيادة مظاهرة من أهالى بندر أسيوط خلال ثورة 1919، وقيامه هو والمتظاهرين بمهاجمة معسكر الجيش البريطانى فى أسيوط.

البكباشى محمد كامل مأمور البندر لم ينكر التهم الموجهة، واعترف بكل فخر وإباء بجميع ما نسب إليه، هذا الشهيد مات وعمره حوالى 40 سنة، ربما أقل أو أزيد، والمتوقع أنه كان متزوجًا وله أبناء، كانوا صغارًا عندما خرج فى مظاهرات ثورة 1919، وربما لأولاده أحفاد، أين هم اليوم؟، وهل يتذكرون جدهم البطل الشهيد؟، هل سمعوا حكايته من آبائهم؟.

تمنيت ونحن نحتفل بمرور مائة عام على ثورة الشعب المصرى فى سنة 1919، أن نبحث عن أحفاد هذا الشهيد، وعن أوراقه وصوره وحكاياته، وننشرها لأولادنا، كما تمنيت أن تقوم مصر بتكريم اسم هذا البطل فى يوم الشهيد، نستدعى أحفاده ونكرمهم أمام العالم أجمع.

وتمنيت أيضا أن نتذكر الملازم أول محمد عمار ملاحظ نقطة شرطة سمنود، محمد استشهد يوم 18 مارس، ترك نقطة الشرطة وهتف مع المتظاهرين: الجلاء التام أو الموت الزؤام، يا عزيز يا عزيز كبة تاخد الإنجليز، وأطلق الجنود الإنجليز على المظاهرة الرصاص، واستشهد محمد وأربعة آخرون: أزهرى، وتاجر، وخياط. ما هى بلدة محمد؟، من سمنود، طنطا، الفيوم، القاهرة..؟، كيف استقبل أهله خبر استشهاده؟، هل كان متزوجًا، مرتبطًا ؟، من هم أقاربه؟، هل يتذكرونه؟، هل ورثوا حكايات عنه؟، هل له صورة؟.

السؤال الأهم: هل أرشيف وزارة الداخلية يحفظ لنا صور هؤلاء الأبطال وبعض من سيرتهما؟، هل نمتلك صورة من أوراق قضية مأمور البندر؟، أسماء هيئة المحكمة؟.

يجب أن يتعلم أولادنا الضباط الشباب أن مصر، ممثلة فى حكومتها، وفى وزارة الداخلية، لن تنسى أبدا أولادها، من يستشهد أو يصاب ستذكره وتساند أسرته، ولن يضيع أبدا ما قدمه أدراج الرياح.

أقترح على الوزارة أن تشكل لجنة وتفتش فى أرشيفها عن أبطالنا الذين استشهدوا فى ثورة 19، وتبحث عن أسرهم، وتنقل لنا ما وصلهم وما تبقى لديهم من حكايات لكى نرددها ونفتخر بما قدموه لنا وللوطن.

[email protected]