رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية:

- ليس من عادتى أن أركز مع الرسائل التى تأتينى على الواتساب، ولا أعرف لماذا توقفت عند هذه الرسالة الصوتية، التى جاءت من صديق.. الرسالة عبارة عن شريحة فيديو لأم أوروبية تمسك بندقية وتطلق النار على تليفونات أولادها الثلاثة فى حديقة البيت، وهى تصرخ فيهم: سأعرف كيف أجبركم على الاستجابة لندائى، سأدمر الذى أفقدكم احترامكم لى.. ثم أطلقت ثلاث رصاصات على تليفونات أولادها المحمولة حتى دمرتها.. لم تكتف بإطلاق الرصاص بل أتت بشاكوش وأخذت تحطم الأجزاء المتبقية منها.

- شعرت الأم بارتياح نفسى شديد بعد أن دمرت التليفونات الثلاثة وكان الأولاد يقفون عن قرب من هذا المشهد داخل حديقة البيت وراحت تصرخ فيهم، وهى تقول «هذه التكنولوجيا أبعدتنا عن بعض، إذا جلستم فى البيت، كأنكم غير موجودين معايا.. كل منكم فى زاوية وعينه على التليفون ومهما علا صوتى لم يسمعنى أحد، أنا أمكم لا أعرف من تخاطبونه، ومن هم الذين تفضلونهم عَلى هذه الواقعة عادية جدًا، وإن كانت غريبة أن تحدث فى بلد أوروبى، فالذى أعرفه أنهم لا يستخدمون التليفون المحمول خارج البيت، لم تقع عيناى يوما لا فى الأتوبيس ولا المترو على أحد وهو «يرغى» فى التليفون، قد يستخدمه الشباب فى الواتساب والفيديوهات، وكون أن الأم تشكو معناه أنها تعانى من انشغالهم به.. هذه الأم ليست هى الوحيدة التى تشكو من تكنولوجيا المحمول التى فرقت بين أفراد الأسرة.. فهناك مئات من الأمهات مثلها يشعرن بفقدان العلاقة بينها وبين الأولاد.

- أنا أعرف جدة تضع «سلة» عند مدخل الشقة وعندما يأتى أولادها مع أحفادها لزيارتها الأسبوعية، تطلب من الأحفاد أن يضعوا التليفونات فى السلة، فهى تتعمد جمع التليفونات حتى تستطيع أن تستمتع بأحفادها.. لقد أصبحت التليفونات المحمولة شكوى كل بيت، فعلا فهى تفرق بين أفراد الأسرة، فقد كنا زمان نشكو من تعدد القنوات التليفزيونية، وكان شجار أفراد الاسرة على قناة بعينها، فتعددت أجهزة التليفزيون فى البيت، حتى قيل إن التليفزيون أصبح مفسدة وبالذات على الأطفال، ثم ظهر المنافس له فى افساد أولادنا وهى السوشيال ميديا.. الفيسبوك وما يحتويه من بلاوى.

- هذه هى التكنولوجيا التى تفرق العرب، وتوحد الأجانب لأنهم فى الخارج يعرفون متى يستخدمونها ومتى يبتعدون عنها إلا نحن، فأولادنا أصبحوا مدمنين وهذه هى الكارثة. 

- للأسف لم يعد الخطر مقصورًا على الشباب، بل امتد إلى الكبار أيضا، فأنا أعرف زوجات لا عمل لهن إلا الفيسبوك، وأصبحت الصداقة بينهن وبين الغرباء عادية، يعنى الزوج المصرى مطلوب منه أن يستسلم لعدد أصدقاء زوجته الذين تجمعهم من الفيسبوك ومش مهم ان يكونوا من القاهرة أو خارجها.

- المهم أن تكوّن هناك صداقة بينهم، وأصبح الزوج المصرى يقول.. ما شاء الله عشنا وشفنا أصدقاء «مراتى» دخلوا حياتها بغير استئذان رغم أنفى، وقد تمتد الحوارات بينهما وكأن الأمر عادى.. ولا أعرف أن المقصود بهذه التكنولوجيا تدمير الأسرة.

 - لقد تمكنت التكنولوجيا من شخصية الأب المصرى الذى فقد هيبته امام أفراد الأسرة، فهو يرى صور ابنته فى حفلات عامة وشبات لأول مرة يعلقن وهو لا يستطيع أن يعلق.

- مسكين هذا الأب الذى يملك خطًا فى المحمول وقد يحمل ابنه أو بنته اكثر من خط، ومع ذلك يتجاهلون الخط الأرضى فى اتصالاتهم، مع أنه كان فى يوم ما حلم الاسرة المصرية، النهاردة الخط الأرضى موجود والأولاد يستخدمون المحمول، ولا يهمهم إن كانت فواتير المحمول ملتهبة مثل فواتير الكهرباء مش مهم طالما أن الذى يدفع ثمن الحضارة الإلكترونية هو الأب وإن كان فى رأيى هو الغلبان.

[email protected]