رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مسافة السكة

مَن شاهد فيلم الإرهابى يجد أنه ليس مجرد فيلم، بل واقع نعيشه اليوم، فهناك عبارة ذُكرت فى هذا الفيلم قالها عادل إمام وهو يجسد دور الإرهابى عندما خاطب وزير الداخلية بأنه كافر! فكان رده «فى نظرهم الحكومة كافرة وكلنا كافرين»، كما وردت جملة أخرى قالها قيادى فى جماعتهم: «أموالهم غنيمة ونساؤهم جوارٍ لنا»، فهم يجدون تحليلاً ورد على كل ما يريدون تحليله ويناسب رغباتهم لذا دائمًا ما يرددون جملة:«لا تجادل ولا تناقش وإلا وقعت فى المحظور»، لأن هؤلاء الشباب إن فكروا وجادلوا فيما يوجّه إليهم من تعليمات وأوامر لِمَ فعلوها! ولأن المحظور فى نظرهم ما خالف عقيدتهم وفكرهم!، كما وردت جملة أخرى موجهة للإرهابى:«مين عيّنك مسئول»، فنسى هؤلاء أن الله سبحانه وتعالى خاطب أشرف خلق الله سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام: «مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَىء وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَىء»، «لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ»، فالمخرج أراد أن يوصل رسالة من خلال ذلك الفيلم والتى تم إيضاحها فى نهاية الفيلم، فالضحايا دائمًا تستقطبهم هذه الجماعة الإرهابية باسم الدين! فالقيادات تأخذ التمويل من الخارج ويستغلون هؤلاء الشباب المنحدرين معهم باسم الدين لتنفيذ أغراضهم الدنيئة ويذهبون هم ضحية مزاعم هؤلاء الكاذبة.

فالإرهاب نشأ وتولد من فكرة أدت إلى ولادة عدة أفكار! والإرهاب موجود منذ قديم الزمان! منذ قتل هابيل لقابيل! وليس بشىء جديد! فالإرهاب أساسه ناتج من فكرة سواء أكانت دينية أم محاربة فكر عقائدى! أم انتقام! فإذا نظرنا للإرهاب المتواجد بجميع الدول سنجد مرجعه فكرة فمنهم من يقاتل من أجل فكر عقائدى ودفاعًا عن الدين ومنهم من يقاتل نتيجة عدائه لدولة أخرى وكذلك تتعدد أسباب ودوافع الإرهاب! ثم تتحول تلك الفكرة إلى عقيدة وواجب الدفاع عنها ومحاربة كل من يخالف عقيدتهم! فيتحول ذلك الإرهاب الفكرى إلى نوع آخر من الإرهاب وهو الإرهاب الالكترونى مرورًا بالإرهاب النفسى! ذلك الإرهاب الذى بات يهدد كل دول العالم! فالكل مشغول بمحاربة ما يسمى بالإرهاب الأسود الذى يعتمد على القتال بالأسلحة! وغافلين عن أساس انتشار ذلك النوع من الإرهاب بل هو أساس تواجد الإرهاب الأسود!

فالإرهابيون يجتمعون ويخططون عبر الحاسب الآلى ينشرون الشائعات ويؤثرون فى أفكار الجميع ويُدّخلون فى معتقدات البعض أفكاراً غريبة ويزداد عددهم يومًا تلو الآخر! بل ولا يتوقف الأمر عند ذلك بل يتعلمون فنون الحرب ويجذبون لديهم العديد! فمن الممكن أن نكون جميعًا مشتركين فى ذلك النوع من الإرهاب بدون أن نشعر!

وتكمن خطورة ذلك النوع من الإرهاب فى اختفاء معالم الجريمة وعدم معرفة الجناة، فما يجمع الجناة الحاسب الآلى، فمن الممكن أن يتم الإعداد للجريمة فى بلد والتخطيط فى بلد آخر وتنفيذ الجريمة فى بلد آخر! ما يجعل من الصعب الكشف عن الجريمة والقبض على مرتكبيها.

فنحن مشغولون بمحاربة الإرهاب الأسود وغافلون عن سبب انتشار الإرهاب الأسود، ألا وهو الفكر المتمثل فى الإرهاب الفكرى وأيضاً الإرهاب الإلكترونى الذى ساهم وساعد الإرهابيين بشكل كبير فى تنفيذ جرائمهم فى منتهى الدقة وأيضًا من السهل تجميعهم وتعليمهم فنون القتال بمنتهى السهولة.

كلية الحقوق - جامعة الإسكندرية

[email protected] com