رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

يستطرد الثعلب «الفير» صديق العرب المزعوم حديثه قائلا:

إن هذا يتماشى مع فكرة انسحاب أحادى الجانب، محدود يدرسه رئيس الوزراء شارون وآخرون من اليمين وهو نقل بعض المستوطنات، وإحاطة المناطق الفلسطينية بسياج إن أمكن وإعلانها دولة، ومفهوم أن الإجراءات الفردية فى هذا الاتجاه ستسبق المرحلة الأولى المذكورة أعلاه. أى سحب الفلسطينيين لإقرار حل الدولتين وفى كلتا الحالتين فإن إسرائيل ستظل يهودية ولكن يصعب وصفها بأنها ستكون ديمقراطية، بينما سيحاول الفلسطينيون الضغط فى معارضتهم على أن الحل المطروح غير عادل ومفروض بالقوة مما لا يمكن وصفه بأى حال على أنه حل بدولتين.

عند هذه النقطة فإن حلا جذريا فقط بتفكيك المستوطنات فى قطاع غزة والمنطقة الجبلية بالضفة الغربية وإبداء رغبة واضحة للمفاوضة حول نقل السيادة فى إطار حل بدولتين (فى حدود وجود قيادة فلسطينية واقعية) فى وادى الأردن والقدس الشرقية، فإن ذلك قد ينقذ حل الدولتين ولكن ذلك مازال حلا غير واقعى من الناحية السياسية فى ضوء النفوذ السياسى الكبير الذى يتمتع به المستوطنون الذين يسيطر عليهم اليمين الإسرائيلى.. وعند نقطة أخرى قد لا يظل هذا الحل جذابا لأغلبية الفلسطينيين.

وفى ضوء هذه الظروف سيتصاعد العنف بين العرب واليهود لأنه بترويج الفلسطينيين لفكرة دولة واحدة تضم الطرفين فسيفقد الخط الأخضر معناه بالنسبة للفلسطينيين وسيستشرى العنف بين العرب داخل إسرائيل، وسيلوح الطرفان بمزيد من الإجراءات العنيفة.

وسيواجه بعض الإسرائيليين طلب توقف إسرائيل بأن تكون دولة يهودية حتى تكون ديمقراطية، سيواجهون ذلك باتخاذ خطوات بشعة للصراع تزيد عن بشاعة ما يحدث حاليا، وذلك بالدعوة إلى حبس الفلسطينيين داخل معسكرات اعتقال بمن فيهم العرب ذوو الجنسية الإسرائيلية، وربما ترحيل الفلسطينيين من إسرائيل كلية.

وستجد الدول العربية المحيطة بإسرائيل والتى ظلت ساكنة خلال انتفاضتين فلسطينيتين، ستجد من الصعوبة عليها تجنب التدخل الفعلى كما سيشعر المجتمع الدولى بنفس الشعور، إن العرب وأمريكا ودول أوروبا قد يواجهون وضعا أكثر دموية وصراعا عرقيا على ضفاف البحر المتوسط أبشع من أى شىء رأته هذه المنطقة خلال الخمسين سنة الماضية.

وسيكون هناك دمار إضافى للشعب اليهودى حيث إن جزءا كبيرا من يهود الشتات سيحاولون خفض مستوى شخصيتهم اليهودية لكى يبعدوا أنفسهم عما سيبدو تدريجيا أمام العالم كأن إسرائيل دولة عنصرية سواء كان هذا صحيحا أو اتهاما ظالما لا يهم وهى تواجه حركة تحرير مشروعة.

النتيجة:

إننا نواجه سيناريو مثل ما كان فى جنوب أفريقيا أيام الحكم العنصرى الأبيض ولكن دون حل مثل حل جنوب أفريقيا، مستقبل من الصراع والحرب بين نظام من أقلية يهودية فى مواجهة أغلبية عربية ولكن دون عودة لدولة واحدة.

إن الكثير من الإسرائيليين فى اليسار واليمين ويهود الشتات وكل مؤيدى إسرائيل رغم معرفتهم إلى أين تتجه يرتعدون لاستعمال تعبيرات مثل «دولة عنصرية» أو التحول إلى «عنصرية جنوب أفريقيا السابقة».

وإلى الحلقة التالية

الرئيس الشرفى لحزب الوفد