عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء من آخر النفق

ـ أنظر حولي طوال الوقت، ربما لأري إن كان احد - من مصر الولادة قد شغل مكاناً، أو استحق مكانةً، أو انتزع مرتبة، مما شغر في مصر منذ زمن.. أنظر حولي بأمل وبدأب ولكني لا أري احداً، أو بمعني أدق أري غيوماً تحجب الرؤية ،وتحجب كل أحد؟!

ـ ذهب عبدالناصر.. وخالد محيي الدين وفؤاد سراج الدين. ورحل توفيق الحكيم.. وبعده نجيب محفوظ ولويس عوض ويوسف إدريس وزكي نجيب محمود.. ومن قبلهم ذهب العقاد وطه حسين، ومن بعدهم جميعا ذهب الأستاذ هيكل، والابنودي واحمد فؤاد نجم والشيخ إمام وأمل دنقل. غابت أم كلثوم وعبدالوهاب والسنباطي والموجي وبليغ وكمال الطويل. ذهب سعد وهبة وسعد أردش وكرم مطاوع إلي آخر من رحلوا تاركين فراغاً لم يملأه أحد، رغم «مصر الولادة» والتي يفاخر أبناؤها علي مدي تاريخها بكثرة مبدعيها ورموزها في كل المجالات من السياسة إلي الدين ومن الثقافة والفكر إلي الأدب والفن وحتي في الرياضة! لا شيء يغري الآن بقراءة مقالاتنا في الصحف، فلم يطاول احد بعد قامة مصطفي شردي في الكتابة المعارضة اللاذعة، وإن فعل فلم يصل هذا بعد للناس في ظل اسوأ مناخ سياسي تشهده الحياه المصرية، مليء بالتشويه والتخوين والاتهامات التي باتت كأكلشيهات، يتطوع أناس من تلقاء انفسهم بإطلاقها علي مخالفيهم في الرأي. البقية الباقية من كِرَّيمة مصر وقواها الناعمة تبدو فاقدة حماسها للوصول الي الناس في ظل قواعد لعبة جديدة تماما، تسد كثيراً من المنافذ الجماهيرية الموصلة الي الناس.

ـ قرأت بالأمس تصريحاً مهما للمدرب العالمي جوزيه مورينيو مدرب تشيلسي السابق، يتحدث فيه عن اللاعب المصري المحترف محمد صلاح، فيكشف انه عندما كان في تشيلسي كان لاعبا هشاً جداً ولا يتمتع ببنية قوية تؤهله للمشاركة في دوري أوروبا بكل قوته وعنفوانه. ويرصد مورينيو التطور الذي طرأ علي جسم وبنية محمد صلاح بعد أن رحل الي نادي فيورنتينا الايطالي ومن بعده نادي روما، حيث اشتد عوده هناك وعاد مجدداً الي الدوري الانجليزي وهو يتمتع ببنية قوية وقدرة هائلة علي التحمل والأداء .

ـ ذكرني تصريح مورينيو عن صلاح بحاجتنا الي اتاحة الفرصة امام اجيال جديدة في كل المجالات حتي تستطيع ان تبني نفسها وان تسد الفراغ في الساحة الخالية، التي  ننظر حولنا الآن في حسرة، حيث لا نجد احداً قادراً علي ملئها، اللهم إلا بعض الرموز التي نرجو ان يتاح لها ان تكون القاطرة التي تسحب مجتمعنا الي الامام فتتقدم به ومعه.

-القلة القليلة التي تزين مجتمعنا في الادب والفن (علي سبيل المثال لا الحصر) من صلاح فضل الي حسن طلب وفاروق جويدة وفريد أبوسعدة. ومن وحيد حامد وعبده جبير والمخزنجي والمنسي قنديل الي مجدي احمد علي وخالد جلال ومحمد صبحي.. نرجو منها أن تأخذ بأيدي أجيال جديدة لم تنضج بعد، ولكنها تحاول ولم تصل محاولاتها إلينا بعد. هذا الفراغ القاتل، وتلك الساحة الخالية (الميتة)، تحتاج الي ملء، لأن تركها «فاضية» يعني ان مصر ستبقي «هشة»، مثل  هشاشة  بنية صلاح قبل ان يصبح مقاتلا عنيدا، وعلي اعتاب نادي الـ 50هدفاً  فى الدوري الانجليزي!