رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

بعد ثورة يناير، وقبل الانتخابات الرئاسية ذهبت إلى مسجد يوسف الصحابى بميدان الحجاز كالعادة لصلاة الجمعة، لم يكن الإمام هو الذى يخطب على المنبر، قبل أن أجلس، انتبهت الخطيب، الشيخ يهاجم العلمانيين بعنف، قال: العلمانية يعنى الابتعاد عن الله، وعدم الاعتراف به، وأن العلمانيين كفرة ويريدون أن يسيطروا على البلاد، وأن هؤلاء العلمانيين قاموا بتزوير التاريخ الإسلامى، وهم الذين يروجون كذباً وزوراً فى وسائل الإعلام عدم تطبيق الشريعة طوال تاريخ الدولة الإسلامية، وزعم الشيخ أن الشريعة الإسلامية طبقت منذ وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام، واستشهد بدولة السلاجقة والمرابطين والدولة الأيوبية والعباسية، وقال إننا سنطبق الشريعة وسنقيم الدولة الإسلامية رغم أنف الكفرة العلمانيين، والعلمانيون فى فهم الشيخ هم جميع الأشخاص غير التابعين للجماعات الإسلامية، بمعنى آخر الذين ينادون بالديمقراطية والتعددية والليبرالية والاشتراكية، وكل من يقول بالدولة المدنية، فالدولة المدنية فى رأيه هى دولة الكفار، لأنها لا تطبق كتاب الله وسنته، بل تأخذ بالعلمانية.

لا أخفى عليكم لقد شعرت يومها بالفزع على مستقبل البلاد وأنا أستمع لهذه الخطبة، لأن الشيخ هنا يزرع الفتنة بين المسلمين، ويقسم البلاد إلى فريقين، أحدهما يتبع الجماعات المتبنية للخطاب الدينى (المعتدل والمتشدد)، والآخر غير التابعين للجماعات، الفريق الأول هو المؤمن بالله وكتابه، والثانى العلمانى الديمقراطى الليبرالى الاشتراكى هو الكافر الذى يسعى إلى إنكار الله والاعتداء على كتابه وسنة نبيه الكريم.

بعد انتهاء الصلاة نشبت مشاجرة فى المسجد، ربما بسبب هذه اللغة التكفيرية، لم ألتفت أو انتظر لمعرفة سببها، وعدت للمنزل أتابع الوقفات الاحتجاجية فى ميادين مصر، وانزعجت بشدة مما قيل فى احتفالية حزب الأصالة، حيث نسبت المصرى اليوم، لقيادات الحزب كلاماً فى غاية الخطورة، ولا يبشر بأى خير، ويهدد بحرب أهلية بين أصحاب الخطاب الدينى المتشدد وسائر التيارات السياسية، نشر منسوباً إلى الدكتور محمد عبدالمقصود القيادى السلفى قوله: «نحن نشارك فى العمل السياسى، حتى لا نترك البلد للعلمانيين والليبراليين.. ومستعدون أن نخرج إلى الشوارع والميادين، ونقدم أنفسنا شهداء حتى لا نسأل يوم القيامة عن تقصيرنا فى تطبيقها»، ونسب لممدوح إسماعيل نائب رئيس حزب الأصالة السلفى: «إن الانتخابات المقبلة إما أن تشهد نجاح الإسلاميين فى الوصول إلى الحكم، أو سيطرة الليبراليين عليه، واستبعادنا من كل شىء».

وهذا الكلام يعنى أننا لسنا كفارا فقط كما قال خطيب مسجد يوسف الصحابى، بل نستحق الموت، وأن الذى سيقتلنا سيكون مجاهدا فى سبيل الله، ومن نقتله دفاعا عن النفس سيكون من الشهداء الأبرار.

[email protected] com